دعت الفيدرالية الوطنية لأطباء التخدير والإنعاش إلى اعتماد شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، قصد مواجهة الجائحة بطريقة قوية وفعالة خلال ذروة الانتشار المتوقعة في أوائل شتنبر المقبل.

وأوردت الفيدرالية، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، أنه “بالنظر إلى فاعلية بعض الشراكات السابقة بين القطاعين العام والخاص في طنجة والدار البيضاء على سبيل المثال، فإن السلطات الصحية مدعوة إلى إشراك القطاع الخاص”.

ولفت المصدر عينه إلى أن إشراك القطاع الخاص ينبغي ألا يقتصر على التشخيص السريري والبيولوجي للمرض؛ لكن أيضًا في التكفل ومراقبة وعلاج مرضى “كوفيد-19″، من خلال السماح باستشفاء الحالات المؤكدة داخل المستشفيات الخاصة المعتمدة والمتطوعة، وتسليم هيدروكسي كلوروكين من طرف الصيدليات بموجب وصفة طبية مسلمة من القطاعين معا.

كما طالبت الـ FNAR بتفعيل مجموعة من التوصيات لمواجهة “كورونا” في المرحلة المقبلة؛ بينها الإسراع في اعتماد عدد أكبر من مختبرات التحاليل الطبية الخاصة، من أجل متابعة معدل ظهور الحالات الجديدة، وتسريع تقديم الرعاية الصحية في جميع أنحاء الإقليم الوطني.

وفي سياق متصل، سجلت الفيدرالية الارتفاع المقلق لعدد الحالات الإيجابية، خاصة الحرجة؛ الأمر الذي ينذر ببداية الموجة الثانية لـ”كوفيد-19″ على المستوى الوطني، منبهة إلى النقص الكبير بشأن الموارد البشرية في التخدير والإنعاش والمستعجلات.

وأشار البيان عينه إلى أن الخصاص الكبير “تكرس بشكل مهول في الظروف الحالية، في ظل الإنهاك وعدم الاعتراف بالمجهودات المضنية، وغياب التحفيزات المادية والمعنوية للأطقم الصحية”، محذرة، كذلك، من النقص الملاحظ في المواد الأساسية والموارد الطبية داخل المستشفيات، حيث سيتفاقم الوضع مع مرور الوقت.

لذلك، نادت الفيدرالية بتحسين أداء أطباء الإنعاش وخدمات الإنعاش بالقطاع العام، من خلال إنشاء وحدات العناية المركزة في مواقع الاستشفاء التي تم تخصيصها سابقا للمرضى الذين لم تكن تظهر عليهم أعراض، لأنها لم تعد تستقبل المرضى تماشيا مع البروتوكول العلاجي الجديد.

لذلك، أشار البيان إلى ضرورة جعل هذه الوحدات تحت إشراف طاقم طبي “غير متخصص في الإنعاش” (اختصاصيو الأمراض التعفنية ، أمراض الرئة، أطباء المستعجلات، الأطباء العامون والجراحون…)، بهدف تخفيف الضغط وفعالية أقسام الإنعاش.

من جهة أخرى، دعت الفيدرالية إلى تخصيص أقسام الإنعاش بصفة حصرية للمرضى الذين يعانون من ضائقة حيوية، وذلك من أجل تحسين ورفع أداء الخدمات داخل هذه الأقسام، موضحة أنه بالنظر إلى النقص الحاد في عدد أطباء الإنعاش، يجب تكريس كل ساعات عملهم للتكفل بمرضى الإنعاش، وعدم الاعتماد عليهم مرحليا في كل ما يتعلق بالتسيير والإدارة.

إلى ذلك، أكد المصدر ذاته أنه ينبغي خلق مسارات خاصة بـ COVID وغير COVID والمشكوك فيهم بكل المرافق والأقسام الاستشفائية، حيث تكون قادرة على حماية جميع فئات المرضى والأطقم الصحية، مع الاستمرار بالتكفل بالأمراض الأخرى بشكل صحيح.

hespress.com