الثلاثاء 08 شتنبر 2020 – 10:00
قرارات حكومية وصفت بالارتجالية ليلة الدخول المدرسي أربكت آلاف الأسر المغربية التي كانت تستعد لإرسال أبنائها وبناتها إلى المدارس من أجل اعتماد نمط التعليم الحضوري، قبل أن تتفاجأ بصدور بلاغات متتالية من مديريات إقليمية تعلن اعتماد نمط التعليم عن بعد في عشرات المؤسسات التعليمية بالمملكة.
وفي مدينة الدار البيضاء، تقرر اعتماد الدراسة عن بعد حصريا بمؤسسات التعليم العمومي والخصوصي بكل الأسلاك والمؤسسات التابعة للبعثات الأجنبية، وذلك في مجموع عمالات مقاطعات الدار البيضاء وهي: الدار البيضاء-أنفا، الفداء مرس السلطان، الحي الحسني، عين الشق، الحي المحمدي عين السبع، ابن امسيك، مولاي رشيد، سيدي البرنوصي.
كما تقرر على مستوى العاصمة الرباط إغلاق 10 مؤسسات تعليمية في أحياء تعرف تفشيا لفيروس “كورونا”، تتواجد أساسا في حي النهضة وحي التقدم بجماعة اليوسفية، فيما قررت مديرية التعليم بالقنيطرة إغلاق 11 مؤسسة تعليمية بجماعات علال التازي والقنيطرة والمهدية وسيدي طيبي.
وطال قرار الإغلاق عشرات المدارس التعليمية في الأحياء المغلقة والمصنفة كبؤر وبائية، حيث سيستفيد تلاميذ هذه المناطق من التعليم عن بعد، أما باقي التلاميذ فسيستفيدون من النمط الذي اختاره أولياء أمورهم بين الحضوري أو عن بعد.
وانتقد مواطنون على وسائل التواصل الاجتماعي القرارات الحكومية الصادرة في “آخر ساعة من الليل” عشية انطلاق الموسم التعليمي، خصوصا الأسر التي يدرس أبناؤها بالقطاع الخصوصي والتي عملت على أداء جميع مستحقات التعليم، من رسوم التسجيل والتأمين وواجبات الشهر، قبل أن تتفاجأ بجملة من القرارات الحكومية.
وعلى مستوى الشروط الاحترازية والوقائية من الوباء بالمؤسسات التعليمية، انتقد أساتذة عدة عدم إقدام وزارة التربية الوطنية على إجراء التحاليل المخبرية لأسرة التعليم قبل مباشرة الدخول المدرسي، لا سيما أن العشرات منهم مصابون بأمراض مزمنة وقد يلتقطون الوباء بشكل سريع.
وعمد بعض مدراء المدارس التعليمية إلى بعث مراسلات إلى المديرين الإقليميين تخبرهم بظهور حالات إصابة بالفيروس ضمن بعض الأساتذة، ما ينذر بظهور “بؤر مدرسية” في الأيام المقبلة في حالة عدم اتخاذ تدابير استعجالية.
وكشفت مراسلة عن إصابة أستاذ بالوباء كان قد خالط جميع الأطر والأساتذة العاملين بمجموعة مدارس ابن تومرت بمراكش خلال يوم التوقيع على محاضر الدخول، فيما قالت مصادر أخرى إن عشرات الأساتذة أبلغوا مسؤوليهم بتأكد إصابتهم بالفيروس، وبالتالي عدم التحاقهم بعملهم في الدخول المدرسي.
واستغرب الفاعل التربوي والنقابي عبد الرزاق الإدريسي “الارتجالية” التي تعاملت بها الحكومة ووزارة التربية الوطنية مع الدخول المدرسي، الذي يتزامن مع ارتفاع في الإصابات بـ”كورونا” بشكل غير مسبوق في المغرب.
ودعا الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه تداعيات الدخول المدرسي، مشيرا إلى أنه جرى جرد عدة مدارس لا تتوفر على وسائل الوقاية من “كورونا”، حتى من مواد النظافة والتعقيم.
وأضاف الإدريسي أن الحكومة تركت الأسر والتلاميذ والطلبة والمدرسين لوحدهم يتخبطون ويعيشون القلق وعدم الطمأنينة من هذا الدخول المدرسي، متسائلاً: “كيف يمكن لمدير مدرسة ابتدائية مثلا أن يسهر على دخول مدرسي ناجح وهو لا يتوفر لا على أدوات النظافة ولا على أطر إدارية أو حتى حراس في باب المدرسة؟”.
وانتقد الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم، في تصريحه، تغييب الوزارة لمنطق التشاور مع النقابات التعليمية في القرارات الأخيرة الصادرة في وقت متأخر من الليل، مضيفا أن النقابات علمت بجملة من القرارات عبر وسائل الإعلام.
وشدد الفاعل التربوي على ضرورة توفير الحكومة لتحاليل مجانية لجميع أطر الإدارة والتدريس، وتوفير الألواح الإلكترونية لجميع التلاميذ وضمان توفرهم على شبكة الإنترنت، وتكوين الأساتذة في مجال التعليم عن بعد حتى تكون حصيلته بعد إيجابية.