الأربعاء 11 نونبر 2020 – 16:00
برز توتر جديد بين نادي قضاة المغرب والمجلس الوطني للسلطة القضائية بعد قرار إحالة هذا الأخير لبعض القضاة على المجلس التأديبي، بقرار من الرئيس المنتدب للمجلس على خلفية تدوينات نشرها القضاة المعنيون في صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي.
وتفاجأ قضاة بتوصلهم بقرارات إحالتهم على المجلس التأديبي بعد الاستماع إليهم، من بينهم الكاتب العام لنادي قضاة المغرب؛ ما دفع رئيس النادي إلى الدعوة إلى اجتماع المكتب التنفيذي بعد غد الجمعة، لمناقشة الموضوع في علاقته بحرية التعبير.
نادي قضاة المغرب سيناقش موضوع إحالة القضاة المنتمين إليه على المجلس التأديبي، “في ارتباطه بممارسة القاضيات والقضاة لحرية التعبير وحرية العمل الجمعوي المكفولين دستورا وقانونا”، كما جاء في بلاغ موقع باسم رئيسه عبد اللطيف الشنتوف.
وكان موضوع “التدوينات”، التي يعبّر فيها القضاة المنتمون إلى نادي قضاة المغرب عن آرائهم الشخصية في صفحاتهم على منصات التواصل الاجتماعي، قد أثار، منذ سنتين، خلافا كبيرا بين نادي قضاة المغرب والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، انتهى بتجميد إحالة قضاةٍ على المجلس التأديبي.
ويتساءل أعضاء نادي قضاة المغرب، حسب المصدر نفسه، عن سبب إخراج موضوع تدوينات القضاة بعد تجميده منذ سنتين؛ بينما رجّح مصدر آخر أن يكون قرار إحالة القضاة على المجلس التأديبي بمثابة ردّ فعل من المجلس الأعلى للسلطة القضائية على انتقاد نادي قضاة المغرب لأشغال الدورة السابقة للمجلس.
واعتبر المصدر نفسه أنه ليست ثمة حاجة إلى استعجال تحريك قضية إحالة القضاة على المجلس التأديبي بسبب تعبيرهم عن آرائهم الشخصية، خاصة في ظل تأخر إتمام الأشغال المستعجلة للمجلس الأعلى للسلطة القضائية المتعلقة بتعيين القضاة الجدد والتعيين في مناصب المسؤولية الشاغرة والبت في الانتقالات بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وقال أحد المصدرين اللذين تحدثا إلى هسبريس من نادي قضاة المغرب إن قرار فتح ملفات تأديبية للقضاة المنتمين إلى النادي على خلفية ممارستهم لحقهم في التعبير عن رأيهم المكفول دستوريا، لم يُراعَ فيه حتى الجانب الإنساني، حيث تشهد المحاكم حالات إصابات كثيرة بفيروس كورونا في صفوف القضاة والموظفين.
وأضاف أن أحد القضاة توصّل من المجلس الأعلى للسلطة القضائية بقرار إحالته على المجلس التأديبي، بسبب انتقاده لطريقة عمل المجلس، أياما قليلة فقط بعد وفاة والده، حيث تلقى برقية تعزية من لدن رئاسة النيابة العامة، وإصابته هو وأفراد عائلته بفيروس كورونا.
