روجت وسائل إعلام جزائرية معطيات غير دقيقة بخصوص ما أسمته “احتجاز” طلبة جزائريين داخل مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وذلك بعد ترحيلهم من قبل السلطات الكندية إلى المغرب، في انتظار ترحيلهم إلى الجزائر.

وتداولت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالطلبة الجزائريين بكندا، وكذلك مواقع إخبارية محلية، أخبارا تتعلق بترحيل سلطات الحدود الكندية لمجموعة من الطلبة الجزائريين، يبلغ عددهم 14 طالبا، مسجلين بمؤسسات تعليمية كندية، مباشرة بعد وصولهم إلى مطار تريدو الدولي عبر الخطوط الملكية المغربية يوم الإثنين الماضي.

وأوردت مصادر إخبارية أن مسؤولي الحدود اكتشفوا تناقضات في أقوال بعض الطلاب، ومنهم من غيروا برامج الدراسة عكس ما اختاروه قبل الحصول على التأشيرة، فيما لم يتوفر البعض على الموارد المالية الكافية للعيش في كندا، ومنهم من تنعدم فيهم المؤهلات اللغوية للدراسة، خصوصا إتقان اللغة الفرنسية أو الإنجليزية، ما أثار شكوك ضباط الحدود.

وحسب القوانين الكندية فإنه عند الوصول إلى أي نقطة دخول كندية يجب على المسافرين أن يثبتوا لمسؤولي الحدود أنهم يستوفون شروط الدخول إلى كندا، كما يتوجب عليهم التوفر على وثائق توضح سبب رحلتهم، ومدة إقامتهم. ويأخذ ضباط خدمات الحدود في الاعتبار جميع العوامل ذات الصلة قبل اتخاذ قرار السماح بالدخول، بما في ذلك الهدف من الرحلة. ويتم اتخاذ القرارات على أساس كل حالة على حدة، وحسب الظروف الفردية لكل مسافر.

وتداولت العديد من الصفحات فيديوهات توثق تواجد الطلبة بمطار محمد الخامس، في انتظار إيجاد طريقة لإعادتهم للجزائر في ظل الظروف التي تفرضها جائحة كورونا.

وفي وقت حاولت الصحافة الجزائرية رمي الكرة إلى ملعب المغرب، أكدت مصادر من مطار محمد الخامس لجريدة هسبريس الإلكترونية أن طلبة الجزائر هم ضحايا القرارات التي اتخذتها السلطات الجزائرية بخصوص الرحلات الجوية مع المغرب.

وأوضحت مصادرنا أنه منذ 11 يناير الماضي اتخذت الجزائر قراراً يقضي بوقف الرحلات الاستثنائية الجوية مع المملكة المغربية، ولم تعد تسمح للشركات الجزائرية أو شركة “لارام” أو شركات تجارية أخرى بتنظيم أي رحلات بين البلدين.

وأضافت المصادر ذاتها أن الطلبة الجزائريين كانوا قد سافروا إلى كندا عبر الخطوط الملكية المغربية، وتنص الإجراءات الجاري بها العمل على إعادتهم على متن الخطوط نفسها في حالة عدم قبولهم من قبل الدولة المتوجهين إليها.

كما شددت المصادر على أن شركة الخطوط الملكية المغربية تريد فعلا مساعدة هؤلاء الطلبة حتى يتمكنوا من العودة إلى بلادهم، لكن قرارات السلطات الجزائرية لا تسمح لها بذلك.

وناشد الطلبة الجزائريون، في فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، السلطات الجزائرية التدخل من أجل إنهاء معاناتهم وترحيلهم إلى البلاد، ورفضوا إظهار وجوههم خوفا من انتقام السلطات الجزائرية منهم، حسب تعبيرهم.

hespress.com