تتخذ الحكومة، منذ بداية تفشي جائحة “كورونا” إلى يومنا هذا، العديد من الإجراءات والقرارات الوطنية بـ”منطق أمني” فقط؛ من خلال تقليص أعداد الركاب في الحافلات وسيارات الأجرة، وكذا تشديد المراقبة على ارتداء الكمامات الواقية، لكن تغيب المقاربات الأخرى الرامية إلى تحسيس المواطنين بخطورة المرض؛ ومن ثم، إقناع المجتمع بأهمية “المراقبة الذاتية” لتجنب الإصابة بالفيروس التاجي.

وفي هذا السياق، قال مصطفى كرين، طبيب رئيس المرصد الوطني للعدالة الاجتماعية، إن “الحكومة فشلت في التواصل مع المواطنين بخصوص جائحة “كورونا”؛ وهو أمر ليس بالمستجد، بل يعود إلى بداية المرض حينما كان رئيس الحكومة يعطي بعض النصائح المتعلق بارتداء الكمامات، وصولا إلى سوء تدبير محطات عيد الأضحى والعطل السنوية”.

وأضاف كرين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “القرارات الحكومية تسببت في العديد من الكوارث للبلد، حيث يجب مراعاة شيئين أساسيين يتعلقان بالإكراهات الاقتصادية والاجتماعية ذات الصلة بعدد من القطاعات، خاصة بالنسبة إلى الفئات الهشة التي تسعى إلى ضمان مورد الرزق”.

وأكد الفاعل الصحي أن “الحكومة تجد نفسها مضطرة إلى اتخاذ القرارات في ظل التداعيات الاقتصادية والصحية في الوقت نفسه”، ثم زاد بأنه “من الخطأ السماح بمجموعة من الأنشطة غير الضرورية؛ من قبيل الاستمرار في فتح مسبح الرباط الكبير بذلك الشكل، لأنه لا يمكن الحديث عن الإجراءات الاحترازية في ظل توافد مئات المواطنين المغاربة عليه”.

وأوضح المتحدث أن “العديد من الأنشطة يفترض أن تلغيها الحكومة بصفة نهائية، مقابل الحفاظ على الأنشطة الضرورية ذات التأثير الاقتصادي والاجتماعي”، مبرزا أن “الأحزاب انخرطت في حملاتها الانتخابية قبيل المحطة التشريعية المقبلة”.

وتابع رئيس المرصد الوطني للعدالة الاجتماعية بأن “الأحزاب أصبحت تفكر في شؤونها الخاصة؛ لكنها لا تفكر بما يكفي من العقلانية والحصافة بخصوص تدبير الجائحة، ما يستدعي التفكير في إلغاء الانتخابات المتزامنة مع الارتفاع المهول للوباء، لأن الحكومة الحالية أصبحت مشتتة، وتكتفي باجتهادات تفضي إلى اتخاذ إجراءات جزئية لتسجيل الحضور فقط”.

The post كرين ينتقد التدابير الحكومية في مواجهة الجائحة appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

hespress.com