الخميس 21 يناير 2021 – 06:40
سجل المغرب أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا المتحور، في وقت يعرف تأخر إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الفيروس، وهو ما من شأنه أن يطرح تحديات كبيرة أمام المنظومة الصحية.
وفي هذا الإطار قال حمزة إبراهيمي، المسؤول في النقابة الوطنية للصحة العمومية، إن حدث تسجيل المغرب أول إصابة بفيروس كورونا المستجد المتحور، بما تمثله خصائصه الإكلينيكية المتمثلة في سرعة الانتشار وسهولة العدوى وإمكانية إصابة الأطفال والشباب بأعداد متزايدة بالمقاربة مع مرض كوفيد 19 المترتب عن فيروس كورونا في صيغته الصينية، يشكل عبئا نفسيا ومهنيا وجسديا إضافيا على الأطر الصحية بكل فئاتها، التي تم استنزافها بشكل تام منذ مارس المنصرم إلى اليوم.
وقال إبراهيمي ضمن تصريح لهسبريس إن “العديد من مهنيي الصحة المرابطين في الصفوف الأمامية أصابهم الإحباط جراء تعامل الحكومة مع وضعهم المهني والاجتماعي، مع غياب شروط التحفيز للاستمرار في البذل والعطاء الذي قدموا فيه دروسا تاريخية يشهد بها جميع المغاربة”.
واعتبر المتحدث أن هناك إشكالات عديدة سيطرحها تفشي السلالة المتحورة من فيروس كورونا المستجد، أولها استعداد الوحدات والمصالح الخاصة بكوفيد لاستقبال أعداد إضافية من المصابين، وكذا قابلية النظام الاقتصادي الوطني للاستثمار الإضافي في المستلزمات والأدوات الطبية والعلاجية والبيوطبية، وتابع قائلا إن “المعطيات الأولية الواردة من بلدان المصدر تؤكد انتشار الفيروس ثلاث مرات أسرع، في حين أن جميع المعلومات الواردة تشير إلى عدم وجود أي تاريخ محدد لاستقبال اللقاح وبداية الحملة الوطنية للتلقيح”.
وعدد إبراهيمي سلبيات تعاطي الحكومة مع ملفات الأطر الصحية، سواء المهنية أو المطلبية، ومن ضمنها “تنصلها من التكفل العلاجي بالأطر الصحية المصابة بفيروس كورونا المستجد، وغياب الاعتراف به كمرض مهني، مع ما يستوجبه الأمر من رعاية خاصة وتعويض، واستمرار تعليق الرخص الإدارية وعدم السماح للمنتقلين في إطار الحركة الانتقالية للسنة الفارطة من الالتحاق بمناصبهم، بالإضافة إلى حالة الارتهان التي تشهدها ملفاتهم المطلبية”.
وأضاف المتحدث ذاته أن هذه السلبيات أدت إلى “اندلاع موجة من الاحتقان والغضب الشديدين وتفجر العديد من الاحتجاجات التي تشهدها بشكل يومي العديد من المشافي، وفي مقدمتها المركز الاستشفائي الجامعي ابن محمد السادس بمراكش، حيث همت على الأخص رفض المقاربة الفئوية التي اعتمدتها وزارتا الصحة والمالية لصرف منح كوفيد، وكذا تغييب المراكز الاستشفائية الجامعية الستة بكل من الدار البيضاء ومراكش والرباط ووجدة وطنجة وفاس من الاستفادة”.