الاثنين 02 نونبر 2020 – 16:22
مازال ملف المرأة التي كانت قد ألقت بأطفالها الثلاثة من الطابق الرابع من إحدى العمارات السكنية في حي أناسي بمقاطعة سيدي مومن، التابعة لعمالة سيدي البرنوصي بالعاصمة الاقتصادية، يعرف تذبذبا بسبب تأثير جائحة كورونا.
في وقت كان مقررا انعقاد جلسة المحاكمة اليوم الإثنين بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، عن بعد، رفض دفاع المتهمة القابعة في سجن عكاشة ذلك، داعيا إلى تأخير الملف إلى حين نضوج شروط المحاكمة العادلة وإحضارها أمام الهيئة.
وأوضحت المحامية مريم جمال الإدريسي، التي تنوب عن المرأة المتهمة، في هذا الصدد، أن المحاكمة العادلة تقتضي حضور المتهم ومثوله أمام القاضي، وهو ما لا يتسنى بإجراء محاكمة عن بعد، خصوصا في القضايا الجنائية.
وشددت المحامية الإدريسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن المتهمة في هذه القضية “أم تعيش وضعا نفسيا صعبا، يستوجب خضوعها للخبرة القضائية، وبالتالي فإن إجراء محاكمة لها عن بعد لا يمكن أن يساهم في تكوين قناعة القاضي”.
وأكدت المتحدثة نفسها أن الظروف الحالية المتمثّلة في جائحة كورونا فرضت إجراء محاكمات عن بعد، بيد أن بعض القضايا على غرار هاته تستوجب حضور المتهمين أمام القاضي من أجل إجراء محاكمة عادلة.
وتعيش المرأة المتهمة في هذه القضية وضعا نفسيا صعبا، وهو ما جعل دفاعها يطالب بإجراء خبرة نفسية عليها من أجل الوقوف على حالتها، وما إن كانت ارتكبت فعلها الجرمي وهي في قواها العقلية أم لا.
وسبق للمتهمة التصريح، لدى الضابطة القضائية خلال التحقيق معها عند ارتكاب الجريمة، بكون الضغوطات النفسية التي تعاني منها جعلتها تقدم على رمي أبنائها من سطح العمارة دون أن تشعر بخطورة الفعل الذي قامت به.
وكانت الأم المتهمة قامت، في أكتوبر من سنة 2019، برمي أطفالها الثلاثة من سطح العمارة التي تقطن بها في حي أناسي بمقاطعة سيدي مومن التابعة لعمالة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، ليتم نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي المنصور، قبل أن ينقلوا مجددا لتلقي الإسعافات الضرورية بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد.
وسارع الفريق الطبي لمستعجلات مستشفى عبد الرحيم الهاروشي إلى وضع الأطفال بقسم الإنعاش، حيث قال عبد العزيز سليلك، رئيس القسم، حينها في تصريح للصحافة، إن المصابين الثلاثة يوجدون الآن تحت المراقبة الطبية المباشرة.
وأوضح رئيس قسم الإنعاش أن رضيعا أصيب إصابات بليغة في الجمجمة؛ فيما إصابة الطفلين الآخرين أقل خطورة، مشيرا إلى أنهما يخضعان بدورهما لمراقبة طبية لإجراء تحاليل إضافية عليهما.