ارتفع عدد الوفيات المسجلة في المغرب بسبب فيروس كوفيد 19 إلى 6136 حالة، إلى حدود مساء أمس الجمعة، حسب المعطيات الرسمية التي تقدمها وزارة الصحة في نشرتها المسائية.

وخلفت هذه الوفيات بسبب الفيروس حزنا عميقا لدى العديد من الأسر ومعارفها على مستوى الدار البيضاء، كما باقي مدن المملكة، خصوصا أن توديع الأقارب الذين وافتهم المنية بسبب الوباء يتم في ظروف استثنائية تمنعهم من إلقاء نظرة الوداع؛ ناهيك عن المنع من تنظيم الطقوس الخاصة بالوفاة كما جرت العادة؛ وذلك في إطار التدابير الخاصة لتفادي انتقال العدوى.

قصص محزنة

كثير من الآلام والمآسي خلفتها جائحة كورونا، وقصص محزنة لعائلات ودعت أقاربها في هذه الظروف الصعبة، بين التنقل صوب المستشفيات وتكبد عناء البحث عن أسرِّة إنعاش بالمراكز الاستشفائية، قبل أن تجد نفسها مضطرة لطرق أبواب المصحات الخاصة.

فاطمة، التي تشتغل بإحدى شركات النسيج بالدار البيضاء، روت لجريدة هسبريس معاناة عاشتها طيلة الأسابيع الماضية وهي ترافق صديقتها بالعمل بين مستشفيات ومصحات البيضاء، بحثا عن علاج لزوجها من الفيروس الذي استوطن جسده.

وتحكي هذه السيدة أن صديقتها في العمل كانت من بين العمال الذين تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا داخل الشركة، التي سجلت بها إصابات عديدة دفعت إلى توقف عدد من العمال عن الاشتغال؛ “لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ نقلت العدوى لأسرتها”.

تماثلت العاملة للشفاء، لكن زوجها الذي انتقل إليه الفيروس عبرها بدأت وضعيته الصحية تتدهور يوما تلو آخر، لتشرع الأسرة في التنقل بين المستشفيات بحثا عن علاج له، لكن الوضع سيزداد سوءا عندما أخبرت بأنه وافته المنية بسبب مضاعفات كوفيد 19، وفق المتحدثة ذاتها.

“أجواء الوفاة في زمن كورونا مختلفة”، تروي فاطمة التي رافقت صديقتها وآزرتها ذلك اليوم، مردفة: “كل من زارها لم يستطع الاقتراب منها.. الكل خائف من هذا الفيروس، ما زاد صديقتي في العمل أسى وحزنا على فراق زوجها ورفيق دربها”.

الوفيات ستتصاعد

هذا الألم وتوديع الأقارب بهذه الطريقة المأساوية يرى الدكتور الطيب حمضي أنه سيستمر، على اعتبار أن الوفيات في صفوف المغاربة ستستمر طوال الفترة المقبلة، ولا يمكن تسجيل تراجع فيها مع بدء التلقيح إلا بعد مرور أشهر.

ويؤكد الطبيب حمضي، رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الوفيات ستتصاعد لسببين أساسيين؛ هما دخول الموجة الثانية من فيروس كورونا، ثم استمرار سلوك المواطنين وعدم إلزامهم بالتدابير الصحية”، ويضيف في هذا الصدد: “كلما تزايد عدد الإصابات في صفوف المواطنين كلما تزايد عدد الوفيات”.

وسجل الدكتور حمضي، في تصريحه، “تأخر المواطنين في العلاج، ذلك أن البعض يتحدث عن إصابته بنزلة برد فيعمد إلى تناول دواء بشكل عشوائي، بينما المطلوب في هذه الفترة أن أي مواطن ظهرت عليه الأعراض ملزم بالتنقل للمستشفى وأن يعتبر نفسه مصابا بالفيروس إلى أن يثبت العكس”.

وشدد رئيس النقابة الوطنية للطب العام بالمغرب على أن تزايد عدد الإصابات بالفيروس، ووصول عدد منها إلى مرحلة الإنعاش بسبب سلوكات المواطنين وعدم زيارة المستشفى، يجعل الخطر مضاعفا، وإمكانية الوفاة وشيكة.

وأوضح حمضي أن التلقيح المرتقب الشروع فيه قريبا لن يسهم في الأشهر الأولى في التقليل من عدد الوفيات، بالنظر إلى كون نتائجه يرتقب ألا تظهر إلا في حدود شهر أبريل المقبل، مضيفا أن في هذه الفترة يتوجب على الجميع اتباع التدابير الصحية، مع استمرار الإجراءات التي تشرف عليها الإدارة الترابية للتقليل من عدد الإصابات بالفيروس.

hespress.com