تواصلُ الأحياء الجامعية في عدد من مدن المملكة إغلاقَ أبوابها في وجهِ الطّلبة المقبلين على اجتياز امتحانات آخر السّنة، بينما تؤكّد الوزارة أنّ “الإغلاق سيطالُ جميع المرافق الجامعية الخاصّة بإيواء الطّلبة طيلة الصّيف وخلال شهر شتنبر المقبل”.

وفي مدينة فاس مازالَ مئاتُ الطّلبة يتّخذون من الحيّ الجامعي ظهر لمهراز مأوى لهم في انتظارِ إجراء امتحانات دورة شتنبر، وذلك على الرّغم من تحذيرات وزارة التّربية الوطنية التي أكّدت أنّ “قرار إخلاء الأحياء يأتي نظرا لتفشي وباء كورونا بشكل مخيف ومقلق، ونظرا لما يشكله ذلك من خطر على صحة وسلامة الطلبة والعمال والموظفين”.

وتؤكّد الوزارة المعنيّة أنّ “القرار جاء عملا بالمقتضيات القانونية والتوصيات الصارمة للمصالح الإدارية والصحية التي توصي بمنع التجمعات منعا كليا”، مشيرة إلى أنّ “التّدخل الأمني لفضّ التّجمعات يبقى وارداً”، بينما يطالبُ الطّلبة بإيجاد حلّ توافقي وتوفير الظّروف الملائمة لاجتياز الامتحانات.

وقال طالب يقيمُ في الحيّ الجامعي ظهر لمهراز: “ليس هناك أيّ إمكانية لاجتياز الامتحانات ونحن من الوافدين؛ كيف يمكن أن يجتاز الطالب أو الطالبة الامتحان وهو يعيشُ بدون مأوى؟ هذه قمّة العبثية في اتخاذ القرارات”.

وأضاف آخر: “خسهم يخرجوا بإعلان توضيحي كيفاش تكون شاكلة الامتحان، الكثير من الطلبة كيفكرو كيفاش ايدوز والجميع كيعرف الوضعية ديال الطالب من بعد الحجر الصحي”، مبرزاً أن “الوزارة تتخذ قرارات بدون أيّ أن تراعي لا نفسية الطلبة ولا أي شيء آخر”.

ولم يكن الوضع مختلفاً في مدينة الرّباط؛ إذ أخبرت المصالح المكلّفة بالحيّ الجامعي السويسي الطّلبة بضرورة مغادرته في أقرب الآجال، بينما يؤكّد المعنيون أنّ “قرار الإغلاق يتزامنُ مع الامتحانات الجامعية، التي أجلتها الوزارة بسبب تداعيات فيروس كورونا، خلال شهر شتنبر”.

وبينما وجد بعض الطّلبة بديلاً للسّكن الجامعي، وذلك بإيجارِ بيوت مشتركة قريبة من الكلّيات، مازالَ مئات منهم ينتظرون قراراً مركزياً يعفيهم من التّنقل والبحث عن مأوى جديد، خاصة وأن الامتحانات على الأبواب، وهو ما سيؤثّر على مردوديتهم ونتائجهم السّنوية، وفق ما يؤكّده الطّلبة.

وتبرّر الوزارة الوصّية على قطاع التّعليم العالي قرارها بإغلاق الأحياء الجامعية باستمرار تفشّي فيروس كورونا، خاصة على مستوى بعض المدن مثل فاس والدار البيضاء وطنجة، مؤكّدة أنّ “القرار يأتي حفظاً للصّحة العامّة”.

وإلى حدود اللّحظة، لم تعلن الوزارة عن أيّ خطّة بديلة لقرار الإغلاق، وهو ما يقف عنده الطّلبة الذين يؤكّدون أنّ “الامتحانات يمكن أن تتزامن مع قرار إغلاق المدن أو منع التّنقل، فكيف يمكن لنا أن نتنقّل لاجتياز الامتحانات والبلاد تعيشُ حالة طوارئ صحّية قصوى؟”.

hespress.com