حصلت شركة الخطوط الملكية المغربية “لارام” على موافقة عمالة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء من أجل تسريح عدد من الأجراء، بسبب الأزمة الاقتصادية الناتجة عن فيروس كورونا المستجد.

وعلمت هسبريس من مصدر من الشركة أن المعنيين بعملية الفصل، التي تمت لأسباب اقتصادية، يبلغ عددهم 140 أجيراً، وهو أقل من العدد الذي كان متوقعاً، ويبلغ 700 أجير.

وذكر المصدر أن لجوء الشركة إلى التسريح ناتج عن مواجهتها خسائر كبيرة تتمثل في ضياع 98 في المائة من رقم معاملاتها السنوية بسبب الركود الذي طبع حركة النقل الجوي منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد.

ويدخل قرار الفصل عن العمل حيز التنفيذ ابتداءً 31 غشت الجاري. وتعهدت “لارام” بمنح المعنيين بالأمر توصيل تصفية كل حساب يتضمن جميع المستحقات الناتجة عن تنفيذ العقد والتعويض عن الأخطار وعن الفصل المنصوص عليهما في الفصل 70 من مدونة الشغل.

وكانت “لارام” تقدمت بطلب لدى اللجنة الإقليمية المكلفة بالبت في طلبات التسريح من طرف المقاولات لأسباب اقتصادية، ويحضر اجتماعاتها مسؤولو السلطة الإقليمية والقطاعات الحكومية والنقابات وأرباب العمل.

ويصدر القرار بالموافقة أو الرفض في هذه الطلبات باسم عامل عمالة مقاطعة الحي الحسني، بناءً على دراسة الملف ومدى استجابته للمقتضيات القانونية المؤطرة لعملية الفصل أو الإغلاق الكلي أو الجزئي للمقاولات.

وكانت نقابة الاتحاد المغربي للشغل عبرت عن رفضها مخطط التسريح الذي أقدمت عليه الخطوط الملكية المغربية في حق الأجراء، وطالبت الحكومة بـ”فتح مفاوضات حقيقية لإيجاد حلول عادلة ومُنصفة”.

واضطرت “لارام” لمخطط التسريح بسبب توقف حركة الطيران جراء تداعيات انتشار جائحة كورونا، كما أن الحكومة اشترطت عليها التخلي عن نسبة من أسطولها من الطائرات والعاملين لديها مقابل الحصول على دعم مالي.

وكان محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، أعلن قبل أسابيع أمام البرلمانيين تخصيص الحُكومة لدعم مالي لإنقاذ “لارام” من الإفلاس بمبلغ يناهز 6 ملايير درهم.

وينقسم هذا الدعم الحكومي إلى 2.6 مليارات درهم عبارة عن قُروض مضمونة من طرف الدولة، إضافة إلى دعم مالي مُباشر قدره 3.4 مليارات درهم سيُصرَف على مدى سنوات.

ويعد قطاع الطيران، في المغرب كما في العالم، من أكبر القطاعات تضرراً من الأزمة الناتجة عن فيروس كورونا المستجد، إذ انخفضت الحركة الجوية بشكل كبير جراء القيود المفروضة وتخوف الناس من السفر.

ويتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن يتأخر تعافي القطاع لسنوات بسبب استمرار القيود المفروضة على السفر في عدد من المناطق، وهو ما يدفع إلى العزوف عن السفر وبالتالي استمرار شركات الطيران في تسجيل الخسائر.

hespress.com