حالة تراخٍ سائدة في صفوف المواطنين منذ أسابيع أسفرت عن تضاعف أعداد المصابين بالوباء، بسبب “الانهيار النفسي” الناجم عن طول أمد الطارئ الصحي، خاصة في ظل عدم جاهزية اللقاحات النهائية خلال الفترة المنصرمة، ولكن مع الانتهاء من التجارب السريرية، والبدء في إنتاج وتوزيع اللقاحات، تسرّب “الإهمال” من جديد إلى المغاربة.

ويظن جزء كبير من الرأي العام الوطني أن شروع المملكة في عملية التلقيح المكثّفة يعني انتهاء الوباء بشكل نهائي؛ ومن ثمة لا ينبغي الالتزام بالإجراءات الصحية المشددة داخل المجتمع، بدعوى أن كل فرد سيستفيد من اللقاح الذي سيتوفر بالمؤسسات الاستشفائية المعنية خلال الأسابيع المقبلة سيكون محميا من العدوى الفيروسية.

وفي انتظار دخول اللقاح إلى التراب الوطني، تسهر السلطات الصحية المسؤولة على إعداد البنية اللوجستيكية المرافقة لعملية التلقيح، التي سيساهم الالتزام الصارم بتدابير الوقاية من لدن المواطنين في إنجاحها، على اعتبار أن التلقيح لن يستفيد منه الجميع في المرحلة الأولى؛ وبالتالي سيبقى الفيروس منتشراً بين الأفراد ولن يختفي سوى بعد التلقيح الشامل.

وقد وقّعت الرباط اتفاقيتيْ شراكة مع المختبر الصيني سينوفارم (CNBG) في مجال التجارب السريرية حول اللقاح المضاد لـ”كوفيد 19″. ويرتقب أن يتسلم المغرب الشهر المقبل دفعة من 10 ملايين جرعة من هذا اللقاح الصيني، فيما سيتوصل بجرعات أخرى من طرف شركات الأدوية الغربية.

وفي هذا الإطار، أبرز جمال الدين البوزيدي، اختصاصي في الأمراض التنفسية والصدرية، أن “الشعب المغربي فشل، مع كامل الأسف، في اجتياز هذا الامتحان الصحي، بالنظر إلى عدم الالتزام بالإجراءات الصحية المعمول بها، في مقابل نجاح البلدان الآسيوية بشكل كبير في التصدي للجائحة، لا سيما الصين وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان”.

وأوضح البوزيدي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الدول الغربية، بمعية المغرب، فشلت في محاربة الفيروس، نتيجة العقلية السائدة”، موردا أن “الوقت ما زال طويلا لمباشرة عملية التلقيح، لأنها تتطلب مسارا لوجستيكيا طويلا، ولا بد أيضا من التخطيط المحكم لهذا البرنامج”.

وأضاف المتحدث أن “الشخص قد يصاب بالفيروس قبل حصوله على التلقيح، وربما سيتعرض لمضاعفات صحية خطيرة جراء تفشي المرض داخل جسده، ما يتطلب احترام الإجراءات الصحية ضد كوفيد-19 إلى حين تلقيح جميع المواطنين”، خاتما بالقول: “صارت المستشفيات ممتلئة بالكامل، وستتجه المنظومة الصحية إلى الانهيار إذا ما استمر الحال على ما هو عليه”.

hespress.com