ليلة عصيبة قضاها عشرات المغاربة العالقين بمدينة سبتة المحتلة، فور انتشار مقطع فيديو يوثق لموكب من الحافلات التي انطلقت من مدينة الفنيدق بإقليم تطوان، كانت تستعد لنقل أفواج من الرعايا المغاربة العالقين في الثغر .. لحظات من الترقب والحسرة الممزوجة بأمل العودة عاشها مئات المغاربة، هم سياح وخادمات البيوت وعمال وبعضهم من المرضى كانوا يتلقون العلاج هناك قبل أن يقعوا ضحية لإغلاق المعبر والحدود عموما.

بدد تضخيم لائحة العالقين بالثغر المحتل كل مساعي عودة المواطنين المغاربة العالقين يوم أمس الأحد، بعدما عمدت اللجنة المكلفة إلى إقحام أسماء أقربائهم وذويهم ممن يقيمون بالمدينة السليبة، إلى جانب اشتراط السلطات الإسبانية ترحيل القاصرين والمهاجرين السريين بملعب “لابيرتاد” والذين يفوق عدد المائة، يقول منصف السعيد محام عن هيئة الرباط وأحد العالقين بالثغر المحتل.

وأضاف السعيد، وهو الذي يكتري شقة رفقة والدته المسنة، أن لائحة العالقين بعدما كانت محصورة في حوالي 300 شخص قفزت إلى 800 شخص؛ وهو ما دفع السلطات المغربية إلى تأجيل إخراج مواطنيها العالقين بسبتة المحتلة.

وأشار المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى فرار عشرات القاصرين والمهاجرين السريين الموجودين بملعب “لابيرتاد” فور انتشار أنباء عن ترحيلهم ولم يعد يتجاوز عدد الموجودين بالقاعة الرياضية سوى 30 فردا بعدما فر غالبيتهم إلى وجهات مجهولة.

وضع مخالف وأقل وطأة يعيشه محمد عبكار، محام بهيئة تطوان، والذي يمتلك منزلا يقيم فيه رفقة عائلته الصغيرة، مؤكدا في تصريح لهسبريس أن المغاربة العالقين أنواع وتختلف معاناتهم بحسب الفئات التي ينتمون إليها، وحتى وإن اختلفت ظروفهم فإن وضعيتهم موحدة تحت عنوان المأساة وقوامها المعاناة النفسية وظروف الإيواء والإقامة المزرية.

وأضاف المتحدث نفسه أن من بين العالقين من احتشد بمحيط مسجد سيدي مبارك بالمدينة السليبة، وبينهم من قصدوا المعبر الحدودي، بعد تداول مقطع فيديو لحافلات الركاب، في انتظار لحظة تاريخية تعيدهم إلى أحضان الأسرة، فيما غاب النوم عن جفون غالبيتهم وقضوا الليلة في حزم أمتعة في انتظار الخلاص، وظلت العيون ممركزة على بوابة المعبر الحدودي تاراخال الموصدة.

وقال المتحدث ذاته إن السلطات المغربية تدخلت عبر وزارتي الداخلية والخارجية لتسهيل عملية إرجاع المواطنين العالقين المحصيين بناء على قاعدة بيانات معدة سلفا تتوفر السلطات المغربية عليها بكيفية دقيقة، قبل أن يتم إلغاء العملية دون تقديم توضيحات أو بلاغ من طرف الجهات الرسمية؛ وهو أخطر ما في الأمر، على حد قوله.

وكشف المتحدث نفسه أن عملية الإحصاء وإعداد لائحة العالقين أوكلت إلى جمعية العنبر التي يسيرها سبتويون من أصول مغربية، وعاب غياب مخاطب رسمي مع المغاربة العالقين؛ الشيء الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام تضارب المعلومات وتعميق المحنة، وفق تعبيره.

في سياق متصل، كشفت مصادر متطابقة أن تأجيل السلطات المغربية إرجاع المواطنين انبنى على الخلط الذي تمثل في إقحام قاصرين ومهاجرين غير نظاميين بسبتة المحتلة ضمن لائحة العائدين، في الوقت الذي كان التنسيق يروم حل الملف الحالي والمتعلق العالقين بسبب جائحة كورونا، وأن أي ملف آخر يجب التعاطي معه في وقته وفق مشاورات ثنائية واضحة.

hespress.com