قال عبد الإله بنعرفة، المستشار الثقافي للمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، إن المنظمة ماضية في تنفيذ الاتفاقية التي أبرمتها مع الرابطة المحمدية للعلماء في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، والتي نصت على مجموعة من البرامج والمشاريع تتمثل في التشبيك مع الجامعات والمعاهد البحثية والتدريب في مجال تفكيك الخطاب المتطرف والنشر والترجمة للوسائل التربوية في هذا المجال.

وأفاد المستشار الثقافي للمدير العام لـ”الإيسيسكو” أن المنظمة والرابطة المحمدية للعلماء شرعتا في إعداد أول دليل موجه إلى المؤسسات التعليمية الجامعية والبحثية في مجال تفكيك خطاب التطرف، وإعداد أول موسوعة عالمية في مجال تفكيك هذا الخطاب.

وتحضّر المؤسستان المذكورتان لعقد مؤتمر دولي يُرتقب أن ينعقد هذه السنة بعنوان “نحو إستراتيجية مستقبلية للسيرة النبوية”، بهدف “تفريغ السيرة النبوية من العسكرة ومن الاستقطاب والتوظيف الإيديولوجي لها من طرف كثير من التجمعات والتنظيمات الإيديولوجية المتطرفة”، يردف المتحدث.

وأضاف بنعرفة أن البعثة النبوية تنقسم إلى مرحلتين، مرحلة سرية ومرحلة علنية، وأنّ التنظيمات المتطرفة تسعى إلى إحياء المرحلة السرية منها، واصفا هذا المسعى بـ”السُّمّ في الدسم”، وتابع موضحا: “عندما يتحدثون عن المرحلة السرية من البعثة النبوية فإنهم يريدون استنساخ هذه التجربة في دولهم ومجتمعاتهم، وهو ما كان مرفوضا”.

ونوّه المسؤول بالإيسيسكو بتوقيع المغرب اتفاقية مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب يتم بموجبها تأسيس أول مركز أممي موجه إلى مكافحة الإرهاب في إفريقيا، والذي ستحتضن مقره الرباط، مبرزا أن هذه المبادرة تأتي تقديرا واعترافا بالمقاربة الشاملة والاستباقية التي اعتمدتها المملكة المغربية في محاربة الإرهاب، عبر ثلاث مقاربات هي: المقاربة الأمنية، والمقاربة الاجتماعية والاقتصادية، والمقاربة الثقافية والدينية.

وأضاف المتحدث ذاته أن منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة على استعداد لإنفاذ هذه الإستراتيجية التي يقودها المغرب مع الأمم المتحدة لفائدة الدول الأعضاء في المنظمة، الدول الإفريقية.

وختم المستشار الثقافي للمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” بالتأكيد على أن التطرف يطرح تحديات جديدة أمام العالم؛ فعلاوة على التحديات الرقمية، هناك تحديات أخرى تتعلق بالسرديات التي يبنيها خطاب التطرف على كل الحوامل، مبرزا أن هذه السرديات “تشتغل على ثنائيات وتبشّر بأحلام كبرى، تسهّل استقطاب الشباب الذين لديهم، ربما، ميول واستعداد للتطرف”.

من جهته، قال محمد بلكبير، رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم بالرابطة المحمدية للعلماء، إن الرابطة سلكت مسلك المواجهة الفكرية في التصدي للتطرف والإرهاب، عبر تفكيك الخطاب الراديكالي وتفكيك آلياته انطلاقا مما تم إعداده على مستوى دفاتر التفكيك.

وعلى مستوى آخر، تواجه الرابطة المحمدية للعلماء التطرف والإرهاب عبر الاستعانة بالعلماء الوسطاء المكوَّنين في التواصل الجوانب الشرعية إضافة إلى التواصل، وكذلك الشباب الجامعيين والمدونين المؤثرين، من أجل إعطاء بدائل للخطاب المتطرف انطلاقا من قراءة متفحصة لما يستند إليه دعاة الإرهاب في ترويج مفاهيم مغلوطة عن الدين الإسلامي.

وأكد المتحدث ذاته أن الرابطة المحمدية للعلماء تسعى إلى تحصين وتمنيع الفئات المستهدفة بالخطاب المتطرف، خاصة الشباب، مشيرا إلى أن تحصين هذه الفئات يفضي إلى إضعاف المنظرين الذين يروجون الخطاب المتطرف من أجل استقطاب المستهدفين إلى تبني الخطاب الذي يروجونه، تمهيدا لتجنيدهم للقيام بأعمال إرهابية.

ونبّه رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم بالرابطة المحمدية للعلماء إلى خطورة الانسياق وراء بعض المفاهيم التي يستغلها منظرو التطرف والإرهاب من أجل استمالة تعاطف الناس، من قبيل تسمية تنظيم “داعش” بالدولة الإسلامية، قائلا: “الدولة الإسلامية لا يمكن أن تكون كذلك إلا إذا كانت دولة مؤسسات تنظمها معايير وقواعد الدين الإسلامي ومقاصد الشريعة، وتنظيم داعش يمكن أن تسمّيه ما شئت إلا الدولة الإسلامية”.

hespress.com