تعرض “مؤسسة عطاء”، خلال شهر رمضان، برنامجا جديدا عبر منصات التواصل الاجتماعي أسمته “ماشي زبّال”، يرمي إلى إعادة الاعتبار إلى عاملي وعاملات النظافة الذين يسهرون على نظافة شوارع وأحياء المدن المغربية بدون كلل في زمن جائحة “كورونا”.

ويتضمن تصور البرنامج، حسب المؤسسة التي اشتهرت ببيع أغلى “سلّو” في العالم وحفر آبار المياه لفائدة الدواوير القروية، إشراك العديد من النجوم والفاعلين الجمعويين في الحلقات، اعتبارا للعدد المهم من المغاربة الذين يتابعون حساباتهم الشخصية على “إنستغرام” و”فيسبوك”؛ الأمر الذي سيضمن انتشارا أكبر للرسائل المنشودة.

وبشأن هدف البرنامج تقول الجمعية: “في مؤسسة عطاء، قضينا أجمل الأوقات في ضيافة عمال النظافة، رجال ونساء النقاء والبياض، أصدقاء البيئة.. وسننقل لكم في برنامج “ماشي زبّال” رسائلهم وواقعهم طيلة الشهر الفضيل، في محاولة منّا لإعادة الاعتبار إلى عمال النظافة وإلى أدوارهم البارزة في المحافظة على نظافة شوارع مغربنا، ونقاء وبهاء وطننا”.

وقد شارك في الحلقة الأولى من البرنامج جلال اعويطا، المشرف العام على الجمعية الخيرية، الذي رافق طاقم جمع النفايات أثناء القيام بالواجب اليومي، حيث اصطدم بمجموعة من السلوكات التي تثير انزعاج عاملي النظافة، خاصة ما يتعلق برمي الأزبال خارج المكان المخصص لها رغم توفير الحاويات اللازمة.

فيما شارك الفنان الكوميدي “سيمو السدراتي” في الحلقة الثانية من البرنامج، التي استعرضت العوائق التي تواجه عاملي النظافة بصفة يومية، سواء تعلق الأمر ببعض التعاليق المهينة في كثيرٍ من الأحايين أو الممارسات المتعلقة بإلقاء المخلّفات في الأماكن العامة.

وأعرب عمال النظافة، خلال الحلقات الأولى من البرنامج، عن أملهم في ترسيخ سلوك الحفاظ على البيئة بالمجتمع المغربي، من خلال وضع النفايات في الحاويات المخصصة لهذا الغرض عوض إلقائها بجانبها؛ الأمر الذي يزيد من صعوبة إنجاز المهام اليومية للفريق.

وأشار “مهندسو النظافة” بالحواضر المغربية إلى أن تلويحة شكر بسيطة تحمل في طياتها تقديرا كبيرا للعمّال الذين لم ينقطعوا عن أداء الواجب على الرغم من المخاطر الصحية للجائحة؛ وهو ما عبّر عنه أحدهم بالقول: “ملّي كيْقول ليك شي حدْ الله يعاوْنكوم كتحسّ بالافتخار”.

وبشأن صعوبات العمل في ظل الجائحة، فقد تحدثت مداخلات عمال النظافة، طيلة البرنامج، عن التمييز الذي يتعرضون له أحيانا من قبل المارة، حيث يتفادى البعض الاقتراب منهم بسبب شكوك الإصابة بالفيروس التاجي على خلفية جمع النفايات التي قد تكون حاملة للمرض.

جدير بالذكر أن عمال النظافة انخرطوا في عمليات تعقيم الأماكن العامة، خلال بداية الحجر الصحي الشامل، حيث كانوا يستعينون بأدوات بسيطة لتطهير الشوارع والأحياء، على الرغم من الخطر الصحي الذي يتهدّد محيطهم العائلي؛ ما دفع العديد من المنظمات الوطنية إلى المطالبة بإعطائهم الأولوية في عملية التلقيح، على غرار أطر الدولة.

hespress.com