في التفاتة رمزية تروم إثارة الانتباه إلى ما تقاسيه النساء المتواجدات في الصفوف الأمامية على جبهة مواجهة جائحة كورونا في المستشفيات المغربية، تستعد جمعية “نساء من أجل التعددية والسلام” لإطلاق مبادرة تحت شعار: “هي في المستشفى في مواجهة فيروس كورونا”.

وتقول الجمعية صاحبة المبادرة إنّ الجميع يتحدث عن موضوع كورونا على جميع الأصعدة والمستويات، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، “لكن لا أحد استطاع بعمق أن يزيح الستار عن معاناة نساء مناضلات وجنديات خفاء يتقدمن الصفوف الأمامية لإنقاذ أرواح كثيرة”.

وتوضح نزهة صادق، عضو مؤسس لجمعية “نساء من أجل التعددية والسلام”، أن النساء الموجودات على جبهة مواجهة فيروس كورونا في المستشفيات “يحاربْن من أجل إنقاذ حياة الناس، ويحاربن أيضا عندما يعُدن إلى بيوتهن بعد إتمام مهمتهنّ الإنسانية، حيث تُلقى على عاتقهن أعباء منزلية كثيرة”.

وأضافت صادق، في تصريح لهسبريس، أن النساء يشكّل 67 في المائة من الجسم الصحّي العامل في المستشفيات، وأن مبادرة “هي في المستشفى في مواجهة فيروس كورونا” تروم تسليط الضوء على الجهود الجبارة التي تبذلها المرأة المغربية لإنقاذ حياة الناس التي يتربص بها الفيروس التاجي.

ووصفت الجمعيةُ صاحبةُ المبادرة النساء المحاربات لفيروس كورونا في المستشفيات بـ”بطلات الواقع”، مشيرة إلى أنهنّ “بيَّنَّ عن صبرهن ومراسهن في مواجهة وباء كورونا يوميا بين جدران المستشفيات، ويبذُلن تضحيات جبارة في سبيل علاج وإنقاذ أرواح المواطنين”.

وإضافة إلى تسليط الضوء على ما تعانيه النساء اللواتي يحاربن فيروس كورونا في المستشفيات، تهدف المبادرة كذلك إلى المساهمة في تعزيز حقوق النساء العاملات في المجال الصحي وتسليط الضوء على تضحياتهن، وذلك عبر مجموعة من الإجراءات.

في هذا الإطار، أعلنت جمعية “نساء من أجل التعددية والسلام” أنها ستنجز كتيبا إلكترونيا تحسيسيا حول أهمية الاعتراف بما تقوم به نساء الظل، خاصة الحلقة الأضعف منهن، وهن العاملات في المستشفيات، إضافة إلى فيديوهات ومقالات علمية مكتوبة بلغة مبسطة بغية تعميم المعلومة وتيسيرها لجميع الفئات، بالإضافة إلى دراسة سيوسيولوجية ميدانية ستنشر على مستوى الوسائط الإعلامية والرقمية.

وعلى المستوى الميداني، ستقوم الجمعية يوم الخميس من الأسبوع المقبل بتوزيع عُدة طبية على نساء القطاع الصحي في أحد المستشفيات العمومية بالرباط، تحوي أهم المعدات الوقائية ضد فيروس كورونا من كمامات وسوائل معقمة ومطهرات…

ودعت نزهة صادق المواطنين الذين لا يحترمون التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية للحد من انتشار جائحة كورونا إلى الالتزام بها، حماية لهم، وحماية أيضا للأطقم الصحية العاملة في المستشفيات، التي تواجه مخاطر الإصابة، وتشتغل تحت الضغط.

وأردفت المتحدثة ذاتها بأن العنصر النسوي العامل في المستشفيات يتحمّل عبئا مضاعفا، مضيفة: “لكي يقوم المرء بالأدوار التي تلعبها المرأة العاملة في القطاع الصحي عليه أن يكون مسلحا بقوة جسدية ونفسية خارقة. ولحسن الحظ أن المرأة المغربية لديها مِراس وقدرة على التأقلم مع الأوضاع مهما بلغت صعوبتها، ويجدر بنا أن نرفع لها القبعة وأن نساعدها على الأقل بالبقاء في بيوتنا خلال الحجر الصحي”.

hespress.com