أظهرت دراسة أنجزتها مبادرة مستقل أن جائحة فيروس “كورونا” أثرت بشكل كبير على الشباب المغربي، خاصة خلال فترة الحجر الصحي، لا سيما على مستوى فقدان مناصب الشغل والأمراض النفسية.
وتهدف مبادرة مستقل، الخاصة بالشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و30 سنة والذين لا يتوفرون على عمل أو دراسة أو تكوين، إلى تمكين هذه الفئة من التكوين في عدد من المجالات، ومواكبتهم إما بهدف الحصول على فرصة عمل أو العودة إلى مسارهم الدراسي بالنسبة إلى الراغبين في استئناف دراستهم.
المبادرة المدنية، التي يقودها عدد من الشباب المتطوعين، قامت بعدد من الدراسات حول وضعية الشباب في المغرب؛ منها دراسة أجريت خلال فترة الحجر الصحي، وأظهرت نتائجها تعميق جائحة “كورونا” للفوارق الاجتماعية بين الشباب.
في هذا الإطار، قال مراد العجوطي، الناطق باسم مبادرة مستقل، إن الشباب الفقراء “ازدادوا فقرا خلال فترة الحجر الصحي، وفقدوا الولوج إلى عدد من الفرص. كما أن الذين كانوا يتوفرون على عقود عمل محددة لم يتم تجديد عقودهم وفقدوا مناصب الشغل”.
وكشفت الدراسة أيضا صعوبة تتبع التلاميذ والطلبة لبرامج وزارة التربية الوطنية للتعليم عن بعد، إما بسبب عدم التوفر على الوسائل التقنية أو عدم القدرة على التعامل معها، مسجلة غياب سياسة حكومية في مجال النهوض بوضعية الشباب.
مبادرة مستقل لا تكتفي فقط بتشخيص وضعية الشباب، بل تعمل، موازاة مع ذلك، على تقديم مقترحات وتصورات وتوصيات من أجل إعادة العلاقة بين المؤسسات والشباب، فضلا عن مبادرات فعلية بهدف تحسين وضعيتهم، من خلال تكوينهم ومساعدتهم على إقامة مشاريع خاصة بهم.
في هذا السياق، قدمت المبادرة جملة من التوصيات سترافع من أجل تحقيقها لدى الأحزاب السياسية والمؤسسات المعنية من أجل تنزيلها، إذ دعت إلى إحداث سجل وطني وبطاقة ذكية للشباب تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة.
وستكون البطاقة الذكية، وفق تصور القائمين على مبادرة مستقل، أداة لتمكينهم من الولوج إلى عدد من الخدمات بأثمنة تفضيلية؛ مثل التنقل، ومجانية الدخول إلى المسارح والسينما، والاستفادة من التجهيزات الرياضية.
ويرى الفاعلون المدنيون الذين يقودون المبادرة أن تمكين الشباب ما بين 15 و24 سنة من بطاقة ذكية سيمكن من خلق جسر تواصل بينهم وبين المؤسسات، ومن ثم تقوية الثقة بين الطرفين.
وأوصت المبادرة كذلك بتخصيص محفظة رقمية وبطاقة للتنقل للشباب، وستمكن هذه البطاقة الشاب من التوفر على محفظة رقمية تمكنه من الدفع بطريقة إلكترونية، ومن استعمال وسائل النقل بأثمنة تفضيلية. كما أنها ستمكنه من التوصل بالإعلانات الفنية والثقافية وفرص العمل، عن طريق الهاتف.
وبخصوص التوجيه والتكوين، أوصت المبادرة بتمكين الشباب من مقابلات خاصة بالتوجيه ابتداء من سن 15 سنة، والتوفير على برنامج للتتبع وإمكانية الحصول على تكوين أو فرصة تدريب في حال تركه للدراسة، وتوفير مراكز للاستماع خاصة بالشباب، وتوفير خطوط مجانية تمكن الشباب في وضعية صعبة من الحصول على الدعم النفسي.