تحدّثت أوديل مريم واشي، طبيبة متخصصة في العلاج الطبيعي، عن فوائد العلاج الطبيعي على الفرد في ظل المشاكل اليومية التي يتعامل معها داخل المجتمع، مبرزة أن بعض التمارين البسيطة من شأنها رفع مستوى الطاقة بالجسم، ما سيوفر الراحة والطمأنينة لممارسها.

وأوضحت الطبيبة الفرنسية، خلال ندوة افتراضية تحت عنوان “الطب البديل”، نظمتها مؤسسة “HEM” ضمن برنامج “الجامعة المواطنة” لهذه السنة، أن “العلاج الطبيعي يعتمد على تقنيات نوعية تختلف نسبيا عن الطب التقليدي”، لكنها شددت على أنه لا يوجد “خلاف جذري بين التخصصات الطبية”.

وأشارت مريم واشي إلى أن “الممارسة الطبية واحدة على صعيد العالم مهما اختلفت التخصصات، لأنها تكمل بعضها البعض، ولا ينبغي فصلها، اعتبارا لمبدأ رابح-رابح (win-win)”، مضيفة: “أفضل تسمية التشخيص أو العلاج الطبيعي، الذي يندرج بدوره ضمن الممارسة الطبية العالمية”.

وتوقفت المتحدثة عند مساهمة المناظر الطبيعية في تشكيل الراحة النفسية، قائلة: “زرت المغرب مرات عدة، حيث أستغل الإجازة السنوية لزيارة أكبر عدد من الأماكن السياحية، لا سيما الجبلية والصحراوية، ما جعلني أحب العيش بالمغرب”، موردة أن “الطبيعة شيء جميل في حياتنا، وهو ما يعمل عليه العالم الطبيعي تيودور مونو الذي اكتشف الكثير من المواقع الفريدة من نوعها بالعالم”.

وأكدت أن “منظمة الصحة العالمية تُعرّف الصحة بأنها حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا، لا مجرد انعدام المرض أو العجز، فالصحة لا تقتصر على الجانب الجسدي فقط، وإنما هناك أبعاد أخرى ينبغي العناية بها، ضمن منظور شمولي يحيط بجميع جوانب الجسم”.

وقسّمت الطبيبة الفرنسية جسم الفرد إلى أجسام مختلفة، أولها “الجسم الجسدي” الذي يتغذى بالطبيعة، و”الجسم النفسي” الذي يرتكز على العاطفة، و”الجسم العقلي” المبني على الكتب، و”الجسم الروحي” أو “جسم الحكمة” القائم على “الأنوار”.

وأشارت المتحدثة إلى أن “الأجسام الأربعة تتشكل من أنشطة مختلفة، من شأنها إيقاظ الطاقة الخفية، فالجسم الجسدي يحتاج إلى الأرض، فيما يحتاج الجسم العقلي إلى القراءة والدراسة، بينما ينتعش الجسم النفسي من مبدأ التضامن العالمي، ويتغذى الجسم الروحي من الاحترام والتقدير، من خلال شُكر الحياة على ما تُقدّمه لنا”.

وتابعت الطبيبة المتخصصة في العلاج الطبيعي قائلة: “يجب الاهتمام بالنفس البشرية، وتفادي مشاعر الغرور، عبر الحرص على تبادل الفرحة مع الأفراد، لأن الجميع سيموت يوما ما، لكن الموت ليست نهاية العالم، بل يجب تذكره لعيش حياة أفضل”، داعية إلى تكريس وقت زمني للقراءة لتنمية المدارك والمعارف الشخصية.

ولم تخلُ المحاضرة من شق تطبيقي، تجسد في ممارسة تمرين يندرج ضمن “العلاج الطبيعي”، يأخذ بضع دقائق من الشخص لكن آثاره فعالة على الصحة النفسية والبدنية، ويعتمد على القيام بحركات كثيرة تشمل الوجه واليدين والرجلين وأسفل الظهر، إلى جانب تدليك مناطق إفراز الطاقة، مع التنفس بوتيرة معينة خلال كل حركة.

hespress.com