نقطة نهاية لصدام معتقلي حراك الريف ومندوبية السجون تمكنت وساطة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان من وضعها، بعد التوصل إلى اتفاق يقضي بتجميع المعتقلين في سجن طنجة مجددا، مع السماح لهم بالتحدث مع العائلات.

ووفق مصادر مقربة من الملف، فقد جاءت الاستجابة لمطالب المعتقلين بعد تدهور الوضع الصحي لأضهشور ونبيل أحمجيق، اللذين خاضا إضرابا عن الطعام لمدة أسبوع، فيما رجحت كون سبب التوتر هو دخول المعتقلين في إضراب بمعية مسجونين في قضايا أخرى.

ازدواجية المندوبية

عبد الله الغلبزوري، فاعل متتبع لدينامية حراك الريف، قال إن المنطق الذي تتعامل به مندوبية السجون مع معتقلي حراك الريف غريب جدا؛ فقد سبق لها أن نفت دخولهم في إضراب عن الطعام واتهمت عائلاتهم بتضليل الرأي العام بسبب نشرها لخبر إضراب أبنائها، ثم عادت لتعلن رفعهم للإضراب في وقت لاحق، مستحضرا اتهامها إياهم بالعمالة لجهة أجنبية رغم أنها ليست مؤسسة استخباراتية ولا قضائية.

“وها هي الآن تتهم المعتقلين باستغلال الهاتف لتمرير رسائل مشفرة، وكأن ناصر الزفزافي ومعه باقي المعتقلين يفتقدون إلى الجرأة الكافية للتعبير عن رأيهم أو قول ما يريدون”، يضيف الغلبزوري، مؤكدا أن ما قالته المندوبية حول منعها الهاتف عن المعتقلين مجرد مبررات واهية، فيما السبب الحقيقي شيء آخر.

وأشار الغلبزوري إلى أن “حسابات مول الحانوت، بتعبير المثقف حسن أوريد، الذي تتعامل به الجهات المسؤولة مع ملف حراك الريف، لن يؤدي إلا إلى تأزيم الوضع الحقوقي وتسويد وجه المغرب الحقوقي في المحافل الدولية”.

والحل الوحيد لهذا الملف، حسب المتحدث، هو طيه، “وطيه هو العفو العام عن المعتقلين، وكلما تأخر هذا الحل، أصبح بدون معنى مع الزمن؛ إذ لن يغير حينها شيئا في وجدان الساخطين على الوضع”.

إرادة صلبة

عبد الإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان أعرب عن اعتقاده أن الواقعة أثبتت أن قادة حراك الريف المعتقلين يتمتعون بإرادة صلبة، وأن عزيمتهم وإصرارهم على إعادة تجميعهم بسجن طنجة ومنحهم حقوقهم داخل السجن، قويان.

واعتبر الخضري، في تصريح لهسبريس، أن “سياسة كسر إرادتهم وتمريغ كرامتهم في التراب وحرمانهم من حرية التعبير، محاولة يائسة وفاشلة بكل المقاييس، لكن في المقابل، من المرجح جدا أن أطرافا عليا، وباحتمال أقل جهات سياسية، قد تدخلت على الخط لتخفيف التوتر بين إدارة السجون ومعتقلي حراك الريف، وذلك لإعادة الأمور إلى نصابها، مع احتمال فرض بعض الالتزامات عليهم”.

وأضاف الفاعل الحقوقي أنه “بين الفينة والأخرى يظهر بريق أمل على امتداد نفق طويل، لكنه يحتاج في الحقيقة إلى اختراق قوي للخروج من هذا النفق المظلم”.

وبالنسبة للمصرح لجريدة هسبريس، يبقى عائق بناء الثقة أكثر العوائق إشكالية، في حين تبقى المراهنة على كسر الإرادة وتطويع القناعات في حالة قادة حراك الريف ضئيلة فرص النجاح.

hespress.com