تستعدّ مجموعة “شابّات من أجل الديمقراطية” لإحياء الذّكرى الأربعينيّة لوفاة “غزلان”، الشّابة التي كانت تشتغل عاملة زراعيّة وتوفيت قبل أيّام في حادثة سير وهي طريقها إلى العمل داخل مزرعة.

وقالت المجموعة إنّ الفقيدة، مِثل “باقي العاملات معها، تحصل على سبعين درهما في اليوم، دون حقوق ودون حماية اجتماعية، وهنّ معرّضَات دائما للخطر، والموت، والعنف”.

وعلى لسان شقيقة الراحلة التي تعمل بدورها في الضيعات الفلاحية، نقلت “شابات من أجل الديمقراطية” مشاهد من معاناة الرّاحلة التي كانت تستيقظ في الساعة الثالثة صباحا لتتوجَّه، مع زميلاتها، إلى شاحنة نقل صغيرة “بيكوب”، تحمل أزيد من 14 عاملة، لتعمل بعد ذلك في “الأشغال الشّاقّة”، منتظرة اليوم الخامس عشر لـ”تفرح نفسها وعائلتها”، مثل بقيّة العامِلات.

ومن بين ما تحدّثت عنه حنان، أخت الفقيدة، في شريط عمّمته مجموعة “شابّات من أجل الديمقراطية”، غياب الضّمان الاجتماعيّ، وبعد مقرّ العمل وصعوباته التي “لا يعيشها حتى الرّجال”.

وعادت المتحدّثة إلى صباح الحادث الذي أودى بحياة شقيقتها وهما في طريقهما إلى المزرعة التي تعملان فيها، قائلة: “خرجنا في الصباح بعدما تناولنا فطورنا أنا وأختي، وهي ما تزال تكمل دراستها، وكانت تأمل أن تذهب إلى أمريكا، وفي الطّريق إلى العمل توفيت”.

وأضافت حنان: “أريد حقنا، لقد ضاعت أختي، مع أنّ هذا قدر الله، نريد الحقّ، (…) ونريد أن يسمعنا النّاس والمغاربة، ويعرفوا الشّقْوَة “تامارة” التي توجد في عملنا، وبدوننا لم يكونوا ليروا هذه الخضر التي يقتنونها”.

ومن بين ما تؤكّد عليه أخت الرّاحلة في شهادتها عنها أن “غزلان تلميذة، لها طموحات، وكانت تريد أن تدرس، وتذهب إلى أمريكا، وأريد أن أقول للمغاربة تذكّروا غزلان، وانظروا إلى طموحات البنت”.

وأعربت المتحدّثة عن أملها أن يعرف “المغاربة” الصّعوبات الجمّة التي تواجهها العاملات الزّراعيّات خلال عملهنّ، وضعف أجورهنّ، وما يهدّدهنّ من مخاطر، تصل إلى المسّ بحياتهنّ.

ومن خلال الإعداد لأربعينيّة وفاة “غزلان” بمحلّ سكناها مع عائلتها بدوار الزاوية بجماعة اكلو، تسعى مجموعة “شابّات من أجل الديمقراطية” إلى “العدالة لها”، معلنة عن فتح الباب لمن يريد دعم عائلتها والعاملات الأخريات المقيمات بالدوّار نفسه، وذلك عن طريق التّواصل مع عضوات المجموعة.

hespress.com