عرفت مؤشرات فيروس “كورونا” تحسنا ملحوظا خلال الأسبوعين الماضيين؛ فقد تراجع عدد الإصابات المؤكدة بشكل ملحوظ، إضافة إلى انخفاض “نسبة الإماتة” والحالات الحرجة مقابل ارتفاع نسبة الشفاء.

وفي هذا الإطار قال حمزة إبراهيمي، مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية، إن تغير المنحنى الوبائي خلال الأسبوعين الماضيين المتسم بتراجع طفيف لمؤشرات الإصابة اليومية والإماتة وانخفاض الحالات المسجلة في صنف “الخطيرة” يعود أساسا إلى الإجراءات التي اعتمدتها السلطات والأجهزة المختصة لمحاصرة البؤر العائلية التي تفشت بشكل كبير خلال المدة الأخيرة.

وتابع الإطار النقابي ذاته قائلا: “كما لعبت الأطر الصحية أدورا مهمة للغاية في التكفل العلاجي وتتبع الحالات الحجر والمؤكدة، سواء الخاضعة للاستشفاء أو المتبعة لتدابير الحجر المنزلي”.

وأردف إبراهيمي: “يؤكد هذا الانخفاض نجاعة الإجراءات، وخاصة منها تجهيز المستشفيات بأجهزة وأسرة ومعدات إضافية وتشديد المراقبة والتتبع الإداري للإجراءات المفروضة على كل إقليم، وكذا الانخراط والتجاوب من قبل المواطنات والمواطنين؛ وهو ما يعني تنامي وعي جماعي وضمير مجتمعي حول خطورة الوباء من جهة، وكذلك أهمية التدابير الاحترازية من جهة ثانية”.

واعتبر المتحدث أنه “مع ذلك الانخفاض الملحوظ في المنحنى سالف الذكر، فإن الوضع الوبائي ما زال متسما بعدم الانضباط. ولا يعني بالمرة تراجع المؤشرات استقراره؛ ففي أية لحظة يمكن تسجيل انفجار في أعداد حالات الإصابة المؤكدة بمرض “كوفيد ـ 19″، كما شهدنا في ذلك في عديد الأسابيع منذ تفشي الجائحة شهر مارس إلى اليوم”.

أما بخصوص إجراء فحص PCR، فقال إبراهيمي إنه “يعد بالأولوية ذاتها التي كان عليها عند انطلاق المخطط الوطني للتصدي للجائحة، نظرا لتغير أنماط علاج المصابين بالفيروس وتحولها من الاستشفائي إلى الحجر المنزلي، واعتماد التشخيص بالسكانير كوسيلة أساسية كذلك للتشخيص، والاعتماد على الوضع الإكلينيكي والسريري لحالة التشخيص المباشر من طرف الأطباء”.

وأوضح المتحدث أنه جرى أيضا إيقاف العمل بالفحص التحليلي عند انتهاء مدة العلاج والفحص وتوقف التشخيص الجماعي، و”مع ذلك لا تزال منظومة الرصد واليقظة الوبائية تسجل يوميا ما بين 16 ألفا و18 ألف إجراء لفحص يومي؛ وهي تقارب المعدلات الكبرى التي سجلناها إبان حملات التشخيص الجماعي ما بين شهري ماي وغشت الماضيين”، وفق تعبير الفاعل النقابي.

وتابع مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية: “يعتبر الإجراء الأهم اليوم الانخراط الجماعي، فرادى وجماعات ومؤسسات، في الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجد التي ستنطلق قريبا، عبر اتباعنا الكامل للإجراءات التي ستوصي السلطات المختصة باتباعها؛ وهو ما من شأنه أن يساعد على محاصرة انتشار الوباء بشكل كبير جدا والحد من تفشيه، بحيث لم تعد المنظومة الصحية والبنية المجتعمية والمؤشرات الاقتصادية اليوم قادرة على استيعاب المزيد”.

hespress.com