اتسعت رقعة فيروس كورونا بشكل كبير خلال الأيام القليلة الماضية، واضعة السلطات الصحية أمام واحدة من أصعب التحديات التي تهدد ضبط مسارات الوباء بالبلاد، وتتعلق أساسا بمحاصرة مخالطي المصابين الذين تأكدت إصابتهم.

وتواجه السلطات الصحية، بالعديد من مناطق المملكة، صعوبات كبيرة في تحديد المخالطين، خصوصا أن الأمر تزامن مع رفع الحجر الصحي، ما يجعل جميع الفضاءات مفتوحة، فضلا عن التنقلات التي عرفتها فترة ما بعد العيد، وعودة كل شخص صوب عمله.

ويشكل “هاجس المخالطين” مشكلة كبيرة لوزارة الصحة، خصوصا بعد انفجار عدد المصابين في فترة عطلة عيد الأضحى، وهو ما دفع بها إلى إغلاق بعض المقاهي، كما جرى في مدينة تيزنيت، حيث عملت السلطات على وقف الاشتغال بالأماكن التي زارها المصابون.

ويعتبر المخالطون، أولى نقاط انتشار الفيروس التاجي، خصوصا أمام طرق انتقاله السهلة والعبثية، ومحاصرتهم من أجل إجراء التحاليل، بوابة ناجعة لوقف تمدد كوفيد 19، الذي استفاد من تزامن رفع الحجر الصحي مع عطلة الصيف.

مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أورد أن أهم معطى في تدبير العملية يتراوح بين السلطة والمواطنين، مؤكدا استحالة محاصرة الفيروس في ظل المعطيات الحالية، وما نتابعه في الشوارع.

وأضاف الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن معطيات عديدة ساهمت في الوضعية الوبائية التي نتابعها اليوم، مشيرا إلى أن الأغلبية لا تضع كمامة ولا تحترم التباعد الاجتماعي، وقد تزامن كل هذا مع عطلة العيد.

وأوضح الدكتور المغربي أن شروط انخفاض معدل الإصابات غائبة، مطالبا بمزيد من الحيطة والحذر والالتزام التام بكافة التدابير الوقائية التي أعلنتها وزارة الصحة، لضمان مرور الفترة الحالية دون مشاكل أكثر من التي سجلت.

وأكمل الناجي حديثه قائلا: “بعد 14 يوما يمكن الحديث عن تغيير الوضعية الحالية، أما الآن فالأمر صعب، بالنظر إلى التنقلات الكثيرة، واتساع رقعة المخالطين بشكل كبير”، مستغربا استمرار التنقلات بشكل عادي، وكأن الأمر يتعلق بانتصار على الفيروس.

hespress.com