يبدو أن معضلة المختلين عقليا ماضية في الاستفحال بمدينة وزان متجاوزة الخطوات التي سطرتها السلطة الإقليمية تزامناً مع تفشي وباء “كورونا” في البلاد، عبر توفير فضاء لإيواء عدد من الأشخاص بدون مأوى؛ إلا أن ظاهرة المشردين والمرضى النفسانيين عادت مجدداً للبروز إلى العلن، مع تخفيف تدابير رفع الصحي.

وعلى الرغم من تشكيل توليفة جمعوية تحت لواء “جمعية التضامن والإسعاف الاجتماعي” أيام فترة الحجر الصحي في خطوة تروم توفيرَ وتقديم خدمات الإيواء والمبيت والأكل والشرب والعناية الصحة لفئة المشردين والمختلين عقليا والمرضى النفسانيين، فإنها لم تفلح سوى في زرع اليأس وبيع الوهم للمراهنين على الموضوع الشائك.

وإذا كان المولود الجمعوي جاء بتأشير من السلطة المحلية وأملاه سياق التدابير الوقائية لانتشار وباء “كورونا” المستجد، بمعية عدد من المتطوعين وجنود الإنسانية، فإن الأجراس أصبحت تقرع بالشدة بشأن المختلين عقليا بدار الضمانة، خاصة في ظل بروز سلوكيات عدوانية تتسم بالعنف تجاه المواطنين.

واستنكر مدونون محليون على واقعة إغراق مدينة “دار الضمانة” بالمجانين والمختلين عقلياً، بتوقيع عريضة إلكترونية موجهة إلى السلطة الإقليمية للتدخل، معتبرين أن ما يزيد من صعوبة التكفل بهذه الشريحة المجتمعية افتقار المدينة إلى مستشفى مختص في الأمراض العقلية وأن أي ما مبادرة في هذا الصدد يجب أن تضع نصب أعينها الجانب الطبي النفسي في الدرجة الأولى.

نور الدين عثمان، فاعل حقوقي، قال إن عددا من الأشخاص الذين كانوا في الشوارع، والذين تم إيواؤهم ضمن الإجراءات التي أطلقتها الحكومة في حربها ضد انتشار وباء كورونا، عادوا إليها من جديد لأسباب مجهولة.

ودعا الفاعل الحقوقي نفسه إلى ضرورة التصدي للآفة صونا لكرامة هؤلاء المواطنين الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة المرض وسندان الإهمال، وضمان الحماية لهم خاصة في هاته الظرفية الحساسة المتسمة بارتفاع الإصابة بفيروس كورونا وعز الجائحة.

hespress.com