“كلما بلغ أحدهم من العمر 12 سنة شُلت رجلاه وأصبح غير قادر على الوقوف والمشي واضطر لمغادرة المدرسة، ومع الأيام يتفاقم مرضه ليعيق قدرته على تحريك يديه والنطق بسلاسة، فيصبح عالة على الأسرة وفي حاجة لمن يناوله الطعام ويحمله إلى المرحاض وإلى خارج المنزل لرؤية أشعة الشمس”، هكذا لخصت خديجة المرصوف المرض الغامض الذي أصاب أشقائها الأربعة محمد وأحمد وجمال واسعيد، الذين تتراوح أعمارهم حاليا ما بين 34 و50 سنة.

قصة إنسانية نُسجت فصولها بدوار تايروت بجماعة إيموزار مرموشة بإقليم بولمان، محولة على مدى عقود بيت أسرة المرصوف الفقيرة المتواجد بهذه القرية النائية، التي ترزح هذه الأيام تحت وطأة الثلوج والبرد القارس، إلى محنة حقيقية، فاقمتها وفاة رب الأسرة مبكرا ليخلفه في مهمته الصعبة في التكفل بأفراد العائلة المكلومة النجل الأصغر ميمون.

“والدتي كبيرة في السن وتعاني من مرض على مستوى القلب، وأستعد الآن لمرافقتها إلى المستشفى”، تقول خديجة، في اتصالها بهسبريس، مضيفة، وهي لم تقو على حبس بكائها، أنها تقوم بأعباء البيت ورعاية أمها وأشقائها الأربعة، كما تذهب للبحث عن الحطب والماء وتساعد شقيقها ميمون في الأعمال الفلاحية.

من جانبه، أوضح ميمون المرصوف أن والده الهالك قصد المدينة للبحث عن علاج لشقيقه البكر الذي ظهرت عليه أعراض المرض لأول مرة، موضحا أن الأطباء أكدوا له أن ابنه في حاجة إلى الكثير من التحاليل، بعضها يجرى خارج المغرب، لتحديد طبيعة مرضه.

“علاج أشقائي من مرضهم كان يتطلب حينها مصاريف باهظة لم يكن بمقدور والدي الفقير توفيرها”، يوضح ميمون، الذي قال إن الحالة الاجتماعية لأسرته تعمق جراح محنتها في التكفل بأشقائه المقعدين وتوفير الحاجيات الضرورية لهم.

“لقد حرمهم المرض من العيش حياة طبيعية، والتمتع بطفولتهم وشبابهم”، يقول ميمون والحزن يعتصر قلبه، مبرزا أنه اضطر بعد وفاة والده ليأخذ مكانه في تحمل أعباء الأسرة وتوفير لقمة العيش لها، والبقاء بجانبها كل هذه السنين الطويلة، مناشدا دعم أسرته للتخفيف عنها هذا الحمل الإنساني الثقيل.

للتواصل مع هذه الأسرة، يمكن ربط الاتصال بشقيقة المقعدين خديجة المرصوف على الرقم التالي: 0650115924

hespress.com