حذر المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، التابع لوزارة الصحة، من مخاطر محتملة مرتبطة باستعمال منتجات مسحوق النظافة الجسدية “التلك” للأطفال والاستخدام غير المعقلن للفيتامينات والمكملات الغذائية.
وجاء التحذير بخصوص المواد سالفة الذكر ضمن العدد 46 من مجلة “علم السموم” التي يصدرها المركز، والتي تضم دراسات وتجارب علمية ومعطيات مهمة حول أخطار التسممات التي يتم رصدها من قبل مصالحه.
فبخصوص منتجات النظافة الجسدية التي تتكون من بودرة “التلك”، ذكر المركز أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية سبق أن حذرت المستهلكين من وجود ألياف الأسبستوس، ذات التأثير المسرطن، في الكثير من هذه المنتجات التي تحمل علامة “جونسون آند جونسون”.
وأكد خبراء المركز أن “التلك” هو معدن يتم الحصول عليه من الصخور المتحولة، ويستخدم في مجالات مختلفة مثل صناعة الورق والبلاستيك والسيراميك والصباغة، إضافة إلى المستحضرات الصيدلانية والتجميلية.
وأشار المركز إلى أن “التلك” يتعايش في حالته الطبيعية في الترسبات مع العديد من المعادن، مثل “الأسبست” الذي يسبب أمراض الرئة والسرطان إذا ما تم استنشاقه، كما أن الوكالة الدولية للبحوث حول السرطان صنفت “التلك” المحتوي على الأسبستوس بأنه مادة مسرطنة للإنسان.
وأظهرت دراسات عدة، حسب مجلة علم السموم، وجود صلة محتملة بين استنشاق “التلك” وظهور داء “الأسبست” وسرطان الرئة وورم الظهارة المتوسطة، كما سلطت دراسات أخرى الضوء على خطر الإصابة بسرطان المبيض في حالة الاستعمال المتكرر لـ”التلك” على الأعضاء التناسلية.
وأوصى المركز رفقة الجمعية المغربية للصحة والبيئة واليقظة السمية مهنيي الصحة بتجنب وصف مساحيق الأطفال ومستحضرات التجميل التي تحتوي على “التلك” أو تعتمد عليه، وناشدا الأطباء والقابلات وأطباء الأطفال زيادة الوعي العام حول المخاطر السرطانية لهذه المنتجات.
كما نصح المركز، الذي يقوم بمهمة اليقظة والإنذار لحماية الصحة العامة، المواطنين بتجنب استخدام مساحيق الأطفال التي تحتوي على “التلك” وعدم وضعها على ملابسهم الداخلية وأعضائهم التناسلية.
وبخصوص الفيتامينات والمكملات الغذائية، ذكر المركز أنه تلقى خلال فترة الجائحة عددا من الطلبات بخصوص الاستعمال المعقلن للأدوية الخاصة بالوقاية أو معالجة الإصابة بفيروس كورونا والأعراض الجانبية الناتجة عن الاستعمال المفرط للفيتامينات.
وأوضح المركز أن البروتوكول العلاجي الذي وضعته وزارة الصحة لعلاج الحالات الإيجابية لـ”كوفيد-19″، مع ظهور الأعراض أو بدونها، يشمل فيتامين “سي” وفيتامين “دي” إضافة إلى “الزنك”.
وأشار خبراء المركز إلى أن الاستعمال غير الجيد للفيتامينات والمكملات الغذائية يمكن أن يسبب أعراضاً جانبية، خصوصا إذا ما تم تجاوز الكمية اليومية الموصى بها أو تم تناولها بشكل مستدام.
ويمكن أن ينتج عن استهلاك كثير من فيتامين “سي” مشاكل في الجهاز العظمي أو الكلى، كما أن المستويات العالية من فيتامين “دي” يمكن أن تتسبب في فرط كالسيوم الدم والتكلسات الكلوية مع خطر الفشل الكلوي.
أما استهلاك الزنك بشكل زائد، خاصة عند تناوله كمكمل غذائي، فيمكن أن يسبب مشاكل في الجهاز العظمي والاضطرابات العصبية، مثل صعوبة الكلام والمشي وفقر الدم ونقص الكريات البيضاء والتعب وعدم انتظام دقات القلب وانخفاض ضغط الدم، ناهيك عن ضيق التنفس والإغماء.
ولفت المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، ضمن مجلته الفصلية، انتباه مهنيي الرعاية الصحية والمرضى إلى المخاطر المرتبطة بالاستخدام غير المعقلن لهذه المنتجات، وأوصى بالامتثال الصارم للوصفات الطبية والإبلاغ عن أي حادث ضار بسببها.