الخميس 10 دجنبر 2020 – 12:00
قال الدكتور أحمد المنظري، مُدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن هناك ضرورة للتعايش مع فيروس كورونا المستجد ومواصلة الحياة؛ لكن مع اتخاذ كل التدابير للحماية من العدوى، على الرغم من توفر العديد من اللقاحات الواعدة.
وذكر المنظري، ضمن ندوة نُظمت في إطار الملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم، اليوم الأربعاء، أن هذه الأزمة العالمية، وهي في نهاية سنتها الأولى، قد تسببت في وفاة نحو 1,5 ملايين شخص على الأقل، وتسجيل ما لا يقل عن 64 مليون حالة في جميع أنحاء العالم.
وأكد المسؤول بمنظمة الصحة العالمية قائلاً: “مع اقتراب السنة الثانية للجائحة، يُذكرنا الخبراء بأنه يتعين علينا أن نتعلم كيف نتعايش مع الفيروس، وأن نُواصل حياتنا وأنشطتها مع اتخاذ كل التدابير لحماية من العدوى، على الرغم من توفر العديد من اللقاحات الواعدة”.
وشدد المتحدث على ضرورة الحفاظ على تدابير الصحة العامة وتعزيز الاستجابة في كل مكان، مُوضحاً أنه “ليس هناك خيار بين الصحة والاقتصاد، ويجب الحفاظ على قُدرة النظم الصحية على الاستجابة دائماً”.
وأورد المنظري أن جائحة فيروس كورونا المستجد كشفت “عن مَواطن الضعف في مختلف جوانب نُظمنا الصحية، سواء على مستوى الاستعداد لحالات الطوارئ أو الوقاية من العدوى ومكافحتها، أو عمليات الرصد والترصد”.
ولاحظ مُدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أنه خلال أزمة فيروس كورونا المستجد انخفضت عمليات التلقيح الاعتيادية ضد الأمراض الأخرى، كما تم رصد زيادة في الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة نتيجة تحويل الموارد إلى مكافحة الجائحة.
ولفت المتحدث ضمن أشغال الملتقى السنوي المنقول افتراضياً إلى أن “الجائحة كشفت أيضاً عن أوجه التفاوت في مجتمعاتنا، فأظهرت أولئك الذين يمرضون وأولئك الذين يمكنهم الحصول على الرعاية الصحية وأولئك الذين يموتون.
ودعا المنظري إلى “ضرورة وضع الإنسان في قلب كل الخطط”، وإلى “أن نجعل كل البرامج تركز عليه”، ناهيك عن “مواصلة استهداف الفئات الأكثر ضعفاً واتخاذ نهج يقوم على الصحة في كل السياسات”، وإلى “أن يكون العمل الحكومي والمجتمعي متكاملين في مجال الصحة”.
وأورد مُدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أن “الوقت قد حان للعمل في تضامن صادق وفعال؛ لأن الفيروس لا يعرف حدوداً”، وزاد قائلاً: “جائحة كوفيد-19 أزمة عالمية استثنائية لم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل، لكنها علمتنا العديد من الدروس التي تُعزز قيماً توجد في ثقافتنا ألا وهي قيم التواضع والتضامن والتعاطف والأهم من ذلك تضافر الجهود ووحدة الهدف لتحقيق الخير للبشرية جمعاء”.
جدير بالذكر أن الملتقى السنوي السابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بالإمارات يُنظم هذه السنة افتراضياً تحت عنوان “قيم ما بعد كورونا: التضامن وروح ركاب السفينة”، وتتركز فعالياته، بمشاركة عدد من المفكرين وعلماء الاقتصاد والفاعلين السياسيين، على بحث مواضيع عدة منها “الجائحة وروح ركاب السفينة”، ودور “القيم في الأزمات”، و”العولمة والدولة الوطنية”، و”جوائح وليست جائحة واحدة”.