بعدما استنكرت ساكنة حي بمدينة سطات ممارسة مسيحيين طقوسهم الدينية بمنزل، موقعة بيانا يدعو إلى التدخل، استنكر اتحاد المسيحيين المغاربة هذه الواقعة، منبها إلى خطرها على صورة المغرب، مجددا التأكيد على ضرورة تفعيل حرية المعتقد بالمملكة.

ووفق مصادر إعلامية محلية، فإن 54 من مواطني حي الفرح 2 بسطات وضعوا شكاية لدى عامل الإقليم، قائلين إن جارا لهم حوّل منزله الـ”فيلا” إلى كنيسة تقرع فيها الأجراس، وهو ما أثار تخوفاتهم على أطفال الحي، وتحويل الأزقة القريبة إلى مرآب للسيارات الوافدة، وانخفاض سومة الحي العقارية.

كما سجلت الشكاية أن “الكنيسة السرية” توجد قرب مسجدين، ودعت إلى “رفع الضرر” و”التعايش” الذي “ليست فيه مضرة خاصة بالأجيال الناشئة أو اللاحقة”.

وقال القسّ آدم الرباطي، رئيس اتحاد المسيحيين المغاربة راعي كنيسة المجد بتمارة (منزليّة)، إن الشكاية “تتحدث عن أشياء غير موجودة؛ فالقول بأن في الفيلا أجراسا غير صحيح، وكذلك الحديث حول الموسيقى”.

وذكر الرباطي أن هذه الكنيسة المنزلية “يحضر فيها بعض المؤمنين، من طلبة جامعيين، وأشخاص يصلون بهدوء ويخرجون بهدوء”، موردا: “أخذ الناس موقفا عندما عرفوا أنهم مسيحيون”.

وسجل آدم الرباطي أنه “من غير المقبول الحديث عن أن المسيحيين القاطنين هناك سيكونون سببا في انهيار ثمن العقار”، مضيفا: “توجد كنائس كاثوليكية معتمدة معروفة في عدد من المدن المغربية، ويكون ثمن عقارها غاليا كثيرا”.

ولم يستسغ رئيس اتحاد المسيحيين المغاربة حديث الشكاية عن “الخوف على الناشئة”، قائلا: “أطلب من الدولة تفعيل حرية المعتقد وتأطير المجتمع لتقبّل الآخر؛ فحرية المعتقد أمُّ الحريات، وهي الحرية الوحيدة التي تجعلك تحترم جارك ويحترمك، وإذا فَعَّلَت الدولة هذه الحرية ستكون ثَمَّة أماكن خاصة بعبادة المسيحيين، أما الآن فنحن مضطرون للجلوس في كنائس بيتية”.

كما ذكّر القس ذاته بأن المسيحيين عندما يجتمعون في كنائس منزلية، “يصلون ويرنّمون ويسبحون، ويصلون لجميع الناس ليلمسَهم ربي بلمسة الشفاء، ويكون البيت مباركا”.

وتأسف رئيس اتحاد المسيحيين المغاربة لفراغ الفيلا بعد الشكاية، قائلا: “لَم يعد الناس يحضرون فيها، وهذا أمر نتأسف له”، قبل أن يسترسل متسائلا: “ما الذي سيقال عنا في المغرب وعن التعايش بالبلاد لو ترجم بعض الناس هذه الرسالة وأرسلوها إلى الفاتيكان وكنائس غربية ومنظمات حقوقية عالمية؟”، مع التنبيه في الإطار ذاته إلى إمكانية “استغلال هذه الوثيقة من طرف تكفيريين، وتشكيل مشاكل بالمستقبل”.

وحول حديث الرسالة الشكاية عن احترام التعايش، ذكر المتحدث أن “الجمع بين قبول التعايش والخوف على الناشئة من الآخرين، لا يصح”، قبل أن يجمل قائلا: “في هذه الرسالة تحذير، وتعطينا صورة عن معاناة أناس، ونحتاج تنظيم أنفسنا كمسيحيين (…) وتلزم حرية المعتقد وحرية العبادة، ويلزم تأطير ديني وحقوقي، وأناشد المسؤولين لأخذ المبادرة وحل هذه المعضلة التي يمكن أن تكون في عدد من المدن ويمكن أن يستغلها أناس لمصالحهم الخاصة”.

hespress.com