مشاهد كارثية خلفتها التساقطات المطرية الغزيرة في مدن عديدة بالمملكة؛ فأمام الملمترات المطرية التي استمر تهاطلها لساعات، عمت الفوضى مدنا عدة، تتقدمها البيضاء التي تحولت إلى بركة مائية ضخمة غرقت فيها السيارات والمنازل.

وفي مشاهد تتكرر كل فصل شتاء، خلفت التساقطات خسائر فادحة على مستوى البنيات التحتية، كما كلفت إقصاء الرجاء البيضاوي من دوري أبطال إفريقيا، بعدما تحول ملعب محمد الخامس بالعاصمة الاقتصادية إلى مستطيل وحل كبير.

ورفع السكان نداءات محاسبة المسؤولين عن الكارثة التي حلت بالدار البيضاء خلال ليلة ماطرة واحدة، خصوصا وأن المليارات تخصص سنويا لتدبير الفياضات وصيانة البنية التحتية لجعلها قادرة على استحمال الظروف المناخية الصعبة.

وأمام بداية فترة تساقط الأمطار، يطالب متضررون من مدن مختلفة باستدراك النقص الحاصل قبل فوات الأوان، وارتفاع حدة التساقطات التي تشل حركة السير أحيانا وتتسبب في عزلة أحياء ومنازل، كما أودت بأرواح كثيرة خلال السنوات الماضية.

هشام معروف، أستاذ باحث في السياسات العمومية والاجتماعية، قال إن اختلالات كثيرة تشوب عمل المجالس الحضرية والقروية، والسبب الأول هو فساد الصفقات العمومية؛ فعلى امتداد سنوات، تفضح الأمطار ضعف البنيات التحتية في كافة ربوع البلاد.

وطالب معروف، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بضرورة تفعيل تقارير المحاكم المالية؛ فجماعات كثيرة تشهد فسادا لكن دون تحرك أو إجراءات لردعه، وهو ما يجعل هذا السلوك يستمر. وأعرب المتحدث عن أسفه لحال العاصمة الاقتصادية على وجه الخصوص.

وأوضح الأستاذ الباحث أن البنيات التحتية تكلف الدولة ميزانيات ضخمة، ومن العيب أن نشاهد مثل ما جرى بالأمس، منوها في المقابل بالجهود المبذولة على مستوى العاصمة الرباط، لكن البيضاء تحتاج إلى مجهودات جبارة لوقف المشاكل المتراكمة.

ولفت معروف الانتباه إلى ضرورة الحرص على شفافية الصفقات العمومية، وتفعيل مضامين التقارير المالية، فضلا عن محاسبة المهندسين ومكاتب الدراسات، محذرا من إمكانية حدوث احتقان اجتماعي في حالة تضرر ممتلكات الناس.

hespress.com