كانت الأجواء مغايرة تماما لما شهدته امتحانات الباكالوريا في السنوات الماضية، تلاميذ توافدوا على الأقسام وهم يضعون الكمامات، وسط إجراءات احترازية صارمة، لتفادي الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وسط إحدى الثانويات بعمالة عين السبع في الدار البيضاء توافد تلاميذ شعبة الآداب، صباح اليوم الجمعة، لاجتياز مادة اللغة العربية، بعضهم يضع “كاسك” واقي من فيروس كورونا، والبعض يضع كمامات، وكلهم يحذوهم أمل النجاح رغم هذه الظروف الاستثنائية التي يجتازون فيها الامتحان.

وعملت الثانوية التأهيلية للرياضيين بعين السبع، بتعليمات من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء سطات، على توزيع الكمامات ومواد التعقيم على جميع التلاميذ الذين يجتازون هذا الامتحان.

وبدا الكل منشغلا من الأطر التربوية والمصالح الطبية والسلطات المحلية بالامتحان، للسهر على مروره في ظروف جيدة، رغم الإجراءات الاحترازية المعمول بها، التي من شأنها أن تضيق الخناق على بعض التلاميذ الممتحنين.

وعملت بعض الأطر، مع دخول التلاميذ الممتحنين، على ضبط مدى احترام التعليمات الصحية، إذ أشرفت على منحهم كمامات في مدخل المؤسسة، وعملت على تعقيم أيديهم، وذلك تفعيلا للقرار الصادر عن وزارة التربية الوطنية.

وقال مدير المؤسسة التعليمية المذكورة، رئيس مركز الامتحان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “هذا استحقاق وطني نسعى جميعا إلى أن يمر في أحسن الظروف، خصوصا أن هذه السنة تبقى استثنائية بالنسبة لنا جميعا”.

وشدد مدير المؤسسة على كون جميع الاحتياطات والتدابير اللازمة الصادرة عن السلطات الصحية والتربوية قد تم اتخاذها لمواجهة هذا الوباء، مردفا: “جميع الاحتياطات التربوية والصحية والأمنية تم اتخاذها ليمر الاستحقاق في أحسن الظروف، إذ تم احترام مسافة التباعد، وكذا توفير أدوات التنظيف وتوزيع الكمامات والواقيات الشفافة ومواد التعقيم على جميع المترشحات والمترشحين”.

من جهتهم، أكد بعض التلاميذ الذين اجتازوا الامتحان في يومه الأول، والذين تحدثوا للجريدة، أن هذه الأجواء تظل استثنائية إذ “لم نجر سابقا امتحانا في مثل هذه الظروف ونحن نضع الكمامات وغيرها؛ ناهيك عن تباعدنا كثيرا عن بعضنا في الطاولات”.

وأثارت هذه الكمامات والإجراءات الاحترازية المتخذة للوقاية من الفيروس في صفوف التلاميذ امتعاض البعض منهم، الذين عبروا عن كونها تسببت في خنقهم والتأثير على تركيزهم، مطالبين بوجوب السماح لمن تضايق منها بإزالتها، خصوصا أن هناك مسافة بين الممتحنين.

وحل وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني، سعيد أمزازي، مرفوقا بوزير الصحة خالد آيت الطالب، والمندوب العام لإدارة السجون، بالسجن المحلي عين السبع “عكاشة” بالدار البيضاء، حيث أعطى انطلاقة اجتياز الامتحانات داخل المؤسسات السجنية.

hespress.com