كرم المشروع الثقافي “أنا من الشرق”، الذي يروم التعريف بالموروث الثقافي الغني الذي تزخر به جهة الشرق، الراحلة زليخة نصري (1945-2015)، أول امرأة تتولى منصب مستشارة الملك.

وتم هذا التكريم، المنظم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في إطار التعريف بـ”شخصيات من الشرق” الذي يعتبر أحد مكونات هذا المشروع، وذلك على شكل بورتريه يعرف بشخصية من الشرق، سواء كانت رجلا أو امرأة، تألقت في مجالها وتجاوز إشعاعها حدود الجهة.

وقد تابعت نصري، التي ولدت بمدينة وجدة حيث تابعت دراستها إلى غاية حصولها على الباكالوريا، دراستها بالرباط حيث حصلت على دبلوم من المدرسة الوطنية للإدارة، وبعدها بجامعة جان مولان بفرنسا حيث حصلت على دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في التأمينات، ثم حصلت بعدها على دكتوراه دولة في القانون الخاص.

وكانت زليخة نصري قد أدارت مديرية التأمينات منذ سنة 1994، قبل أن يعينها الملك الراحل الحسن الثاني كاتبة للدولة لدى وزير الشؤون الاجتماعية مكلفة بالتعاون الوطني، وكانت واحدة من أربع نساء في الحكومة.

وفي سنة 1998 عينت زليخة نصري من طرف الملك محمد السادس مستشارة له، وأصبحت بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب.

وكانت الراحلة أيضا عضوا في جمعيات وطنية ودولية عدة، وأشرفت بالخصوص على مؤسسة محمد الخامس للتضامن، وترأست مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.

وقد تم إحداث ونشر المشروع الثقافي “أنا من الشرق” على مواقع التواصل الاجتماعي، بمبادرة من المعهد الفرنسي بوجدة، وبشراكة مع وكالة جهة الشرق والائتلاف الفني “كاسيطا”.

ويقدم هذا المشروع، الذي جاء ثمرة تعاون طموح، مجموعة من الأحداث والصور التي طبعت تاريخ جهة الشرق، وذلك من خلال سلسلة من البورتريهات والوثائقيات واللوحات المنجزة بتقنية الجرافيك لتسليط الضوء على شخصيات ومنتوجات وأماكن أو قصص مرتبطة بهذه المنطقة.

ويعتبر الرسم بتقنية الجرافيك من أهم ما يميز هذا المشروع الذي يحمل توقيع وبصمة الفنان التشكيلي الشاب يونس ميلودي، بالإضافة إلى صيغته الموجهة لمستعملي شبكات التواصل الاجتماعي وأصالة العمل ذات الطابع التوثيقي وكذلك استمراريته؛ إذ إنه يضرب موعدا قارا للجمهور طيلة سنة 2021.

ويتوزع هذا المشروع على ثلاثة مفاهيم، هي “التعريف بالعادات” الذي يسلط الضوء شهريا على إحدى العادات المميزة لجهة الشرق، و”شرقي جدا” الذي يتضمن فيلما وثائقيا قصيرا مدته دقيقة واحدة يغوص في أرشيف الجهة، و”وجه من الشرق”، وهو عبارة عن بورتريه يعرف بشخصية تنتمي لجهة الشرق.

وسلط البرنامج الضوء حتى الآن على “الحايك”، وهو لباس تقليدي تتميز به جهة الشرق، وتاريخ مؤسسة مدينة وجدة، والشيخ محمد صلاح شعبان (1911-1973) الذي يعد أحد أبرز رواد الموسيقى الأندلسية بوجدة وبالمغرب بشكل عام.

hespress.com