بعد ثلاث سنوات من العمل، أُسدل الستار على مشروع “كفاءات للجميع”، الذي أطلق في شهر غشت سنة 2017، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى تجويد نظام التكوين المهني المغربي وتمكين الشباب المستفيدين منه من تكوين متلائم مع الحاجيات من أجل إدماج مهني ذي جودة.

وبلغ الغلاف المالي المرصود لمشروع “كفاءات للجميع”، الممول من طرف الاتحاد الأوروبي، 2.4 مليارات درهم. وتم إطلاق المشروع من طرف المجلس الثقافي البريطاني والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية، بالشراكة مع قطاع التكوين المهني بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.

ويندرج مشروع “كفاءات للجميع” ضمن الإستراتيجية الجديدة للمغرب للنهوض بقطاع التكوين المهني، والتي انطلقت بعد خطاب الملك محمد السادس سنة 2015 بمناسبة عيد العرش، والذي دعا فيه إلى تغيير النظرة السلبية إزاء التكوين المهني، حيث يرفض بعض المواطنين التوجه إليه؛ لأنهم يتصورون أنه ملجأ لمن لم ينجحوا في دراستهم.

واستهدف المشروع المذكور كلا من جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وجهة الشرق، حيث تم إنشاء شبكة من الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ضمّت مختلف المتدخلين في قطاع التكوين المهني، بهدف إقامة الروابط الهادفة إلى تيسير تبادل المعلومات حول العرض التكويني بين مختلف الهيئات والمؤسسات.

وبالرغم من أن إطلاق مشروع “كفاءات للجميع” تزامن مع جائحة فيروس “كورونا”، فإنه نجح في مساعدة 200 مستفيد في وضعية هشاشة على إيجاد عمل أو إنشاء مقاولة صغيرة أو تعاونية، أو الحصول على صفة المقاول الذاتي. كما أسهم المشروع في بناء قدرات 11 جمعية، من خلال تقديم مواكبة شخصية لأكثر من 500 مستفيد ومستفيدة في وضعية هشاشة.

وأكد سعيد توني رايلي، مدير المجلس الثقافي البريطاني بالمغرب، أن مشروع “كفاءات للجميع” ينسجم مع خارطة طريق النهوض بالتكوين المهني، والنموذج التنموي الجديد الذي أطلقه المغرب.

وأضاف أن البرنامج يؤسس لمقاربة جهوية جديدة تتجاوب بشكل أقوى مع متطلبات التكوين المهني، مع التركيز على تحسين قابلية التشغيل والتنمية الاقتصادية”، مبرزا أن تنمية الرأسمال البشري والإدماج الاجتماعي جُعلا في موقع الصدارة كمحوريْن أساسيين للمشروع.

من جهته، قال سيمون مارتن، السفير البريطاني بالمغرب، في الحفل الختامي لمشروع “كفاءات للجميع”، المنعقد صباح الخميس بالرباط، إن هذا المشروع سيكون خارطة طريق لما يمكن التعاطي به مع ما بعد جائحة فيروس “كورونا”، خاصة بالنسبة إلى المستفيدين منه.

عرفات عثمون، الكاتب العام لقطاع التكوين المهني، أورد أن مشروع “كفاءات للجميع” يأتي في سياق يعمل فيه المغرب على تنفيذ مشروع الجهوية المتقدمة، التي يضعها في قلْب النموذج التنموي الجديد، مبرزا أن هذا المشروع يرمي إلى المساهمة في الإدماج في سوق الشغل بما يخدم ربح رهان التنمية.

hespress.com