يتجدد النقاش بدنو آجال نهاية الموسم الدراسي الجاري حول مدى استعداد المنظومة التربوية لتنظيم امتحانات إشهادية، في سياق تكرار مشاهد السنة الماضية باستمرار تفشي فيروس كورونا بالبلاد.

وستجرى مختلف الاختبارات على امتداد الأيام العشرة الأولى من شهر يونيو، وهو ما يطرح تحديات الاستعداد الجيد من لدن وزارة الصحة، وتوفير كافة ظروف عدم تفريخ المؤسسات التعليمية لبؤر وبائية.

وتدق النقابات التعليمية نواقيس خطر متعددة، يتقدمها مشكل ضعف تحصيل المضامين بالنظر إلى الاحتجاجات المتوالية، وغياب الظروف المواتية للتعليم في سياق فيروس كورونا.

ويتخوف الفاعلون الرئيسيون في المنظومة التربوية من هواجس السنة الماضية، وظهور حالات إصابة بفيروس كورونا خلقت ذعرا وسط الأسر، قبل أن تجري الإحاطة بكافة تفاصيل متابعتها الصحية.

مشكل مضامين

عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أورد أن مرور الامتحانات بشكل عادي أمر مستحيل، مشيرا إلى أن مشكل التعليم عن بعد مازال قائما باعتماد التعلم الذاتي.

وأضاف الراقي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن تجربة التعلم الذاتي غير ناجحة بدورها، وبالتالي ما يمكن اعتماده الآن هو الدروس التي تابعها التلاميذ بشكل حضوري، منبها إلى أن احتجاجات الأساتذة كان لها وقع على المسار العادي للتحصيل الدراسي.

لكن المسؤول عن التعثر، وفق القيادي النقابي، هو وزارة التربية الوطنية “بتعطيلها الحوار”، مؤكدا أن “الحد الأدنى من الشرط اللوجستيكي متوفر، لكن الجميع يحس بأن الوزارة تريد أن تمر العملية مهما كان الثمن”.

واشتكى الراقي من غياب الاستشارة مع مختلف الفعاليات التربوية في مختلف الأمور، مشددا على أن المشكل الرئيسي الذي يقتضي التدخل عاجلا هو مضامين الامتحانات.

ارتباكات قائمة

محمد كريم، نائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، سجل أن الموسم الدراسي الحالي انتهى بمجهودات ذاتية للأساتذة، منبها إلى أن الوزارة اعتمدت مضامين اختبارية لم تتفق فيها مع الأساتذة.

وأضاف كريم، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الخصاص اللوجستيكي أمر مطروح على الدوام، وفي المدن والقرى على حد سواء، وذلك بغياب المعقمات والكمامات بالشكل الكافي.

واعتبر القيادي النقابي أن تراجع حدة الوباء في البلاد تسبب في هذا الأمر، مستغربا استمرار اعتماد 10 تلاميذ في قاعة الامتحان، في حين أن الموسم كله يشهد اكتظاظا على مستوى القسم.

hespress.com