انتقلَ فيروس “كورونا” من البؤر العائليّة والأحياء الشّعبيّة إلى المدارس التّعليمية والوحدات الصّناعيّة؛ إذ ما زالَ يواصلُ امتداده الواسع على مستوى الجهات والأقاليم، بينما تشدّد الأوساط الصّحية الرّسمية على أنّ الفيروس سيقيمُ بين المغاربة لشهور أخرى، في ظلّ عدم التمكّن من السّيطرة على “الوباء”.

وتشهدُ عدد من الوحدات الصّناعية في أقاليم الشّمال والغرب “انتشاراً” كبيراً لفيروس “كورونا” وسط العمّال؛ ففي المنطقة الصّناعية لمدينة القنيطرة، برزت بؤر مهنية جديدة على مستوى بعض معامل “الكابلاج” المعروفة في منطقة الغرب، وهو ما حتّم تدخّل السّلطات لتطبيق إجراءات الوقاية الصّحية ومنع تسلّل الفيروس إلى وحدات أخرى.

ووفقاً لمصادر محلية في القنيطرة، تمّ تسجيلُ حالتين مؤكدتين في صفوف عمال شركة أمريكية مخصّصة في “الكابلاج” ومثلهما في شركة بمهدية، كما تمّ الكشف عن إصابة 24 مخالطا لحالات مصابة تعمل بشركة أخرى تم رصدها في وقت سابق.

وما زالَ الوباء يشكّل تحدياً حقيقياً للسّلطات المغربية مع تسجيل العشرات من الإصابات الجديدة بـ”كوفيد-19″ داخل معامل القنيطرة وطنجة. وقبل أسابيع، استنفرت السّلطات المغربية أجهزتها لتطويق انتشار الجائحة على مستوى أحد معامل تصبير السّمك في أسفي، حيث تمّ تسجيل مئات الحالات.

ومن المعامل والوحدات الصّناعية إلى أقسامِ الدّراسة، حيث يواصل عداد فيروس كورونا تسجيل الإصابات ضمن صفوف الأساتذة؛ فرغم الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لضمان نجاح التعليم الحضوري، إلا أن الشغيلة التعليمية مازالت تشهد حالات إيجابية بمديريات متفرقة، ما ينذر باستمرار ارتباك الدخول المدرسي.

وفي مديريات سيدي إيفني وتيزنيت وكرسيف وبويزكارن وكليميم، سجلت إصابات جديدة في صفوف الأساتذة، خلفت ذعرا كبيرا ومطالب بضرورة تدخل الوزارة لتنظيم فحوصات طبية للأطر التربوية تفاديا لأي كارثة محتملة.

ووفقاً لمصادر جريدة هسبريس الالكترونية، فقد تمّ تسجيل إصابة أساتذة وطلبة بفيروس كورونا المستجد بمدينة طنجة، وهو ما خلقَ خوفا وهلعا وسط مرتادي جامعة عبد المالك السّعدي، كما تمّ تسجيل إصابات وسط الأساتذة على مستوى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالقنيطرة.

وتؤكّد الأطر التّعليمية أنّ “هذه الحصيلة تبقى مؤقتة؛ إذ ما زالت نتائج الكشف على مجموعة أخرى لم تظهر بعد”، مشيرة إلى أنّ “هؤلاء الأساتذة المصابين بالفيروس قدموا من بعض المدن كالدار البيضاء وفاس وبرشيد، وقاموا بنقل الفيروس إلى بعض مدن المملكة”.

hespress.com