وقع مواطنون مغاربة وجزائريون “نداء المستقبل” من أجل فتح الحدود بين المغرب والجزائر ووضع حد لخطاب الكراهية وفتح قنوات الحوار بين البلدين الجارين.

واعتبر الموقعون على النداء أن هذه المبادرة جاءت بسبب “استمرار حالة الجمود التي تخيم على العلاقات بين الجزائر والمغرب، وإيمانا بضرورة ترميم هذه العلاقات وإرجاعها إلى سكتها الصحيحة عبر إعادة بعثها من منطلق إنساني واجتماعي”.

وأوضح مائة موقع على النداء أن “وشائج الأخوة والمحبة بين الشعبين المغربي والجزائري قائمة ولم تزعزعها العواصف السياسية”، داعين “أصحاب النوايا الصادقة المؤمنين بوحدة المصير المشترك” إلى “البدء في حلحلة العقد تدريجيا والنظر في البعد الإنساني للعلاقات الأسرية، خصوصا على جانبي الحدود، وتمكين تلك العائلات التي تضررت بشكل بالغ على المستوى النفسي من أحقية تبادل الزيارات في إطار فتح معبر بري إنساني للراجلين فقط، يمكنها من صلة أرحام بعضها البعض، والتخفيف من معاناة أكثر من ربع قرن غادر فيها الكثيرون دون أن يروا بعضهم البعض”.

وشدد “نداء المستقبل” على “التصدي لخطاب الكراهية، الذي تمارسه بالأساس وسائل الإعلام الخاضعة لحسابات السياسيين الضيقة”، وطالب بالكف عن “الحملات الإعلامية التي تعدت كل الحدود والخطوط الحمراء”، وبأن “يتحلى القائمون على الحقل الإعلامي بروح المسؤولية، وأن يبتعدوا عن الاستفزازات التي لا تكرس إلا روح العداء والضغينة”.

وقال نوفل البوعمري، منسق المبادرة عن الجانب المغربي، إن المبادرة نتاج نقاش في إحدى الندوات الافتراضية، شارك فيها مغاربة وجزائريون، وناقشت مستقبل العلاقة بين البلدين في ظل الأجواء المتوترة الحالية، التي أدت إلى استمرار إغلاق الحدود.

وأوضح البوعمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن مطلب افتتاح المعبر الحدودي “تمليه ظروف إنسانية، خاصة أن هناك أسرا وعائلات تضررت من استمرار هذا الإغلاق وانقطاع التواصل المباشر لسنوات طويلة”.

ويرى المتحدث ذاته أن هذا الوضع القائم “لم يعد مقبولا، خاصة مع تزايد المطالبة الشعبية من طرف شعبي البلدين بضرورة فتح المعبر وعودة العلاقات الإنسانية والعائلية بين الجانبين”، لافتاً كذلك إلى “تنامي خطاب تحريضي يُمارس من أجل الشحن الإيديولوجي، وأدى في الأشهر القليلة الماضية إلى استهداف الرموز والثوابت الوطنية، كما أنه وصل إلى مستويات تجاوزت العلاقات السياسية”.

وأشار البوعمري، في تصريحه، إلى أن “المثير في الأمر هو تجاوب الموقعين مع النداء من كلا البلدين”، موردا: “كان هناك انخراط تلقائي، وهو ما يؤكد أن الشعبين معا بكل نخبهما السياسية والإعلامية والمدنية يطالبان بفتح الحدود، وإن لأسباب أسرية وإنسانية، مع ضرورة وقف أي خطاب للشحن والتحريض على الكراهية”.

hespress.com