شرائح مجتمعية كبيرة تنتظر دورها للتلقيح ضد كورونا؛ فبعدما كانت الأجواء يشوبها شك وتوجس من تداعيات عملية التطعيم على صحة الإنسان، يبدو أن المغاربة قد طبعوا أخيرا مع اللقاح، آملين الحصول على حصتهم من حقنة “الخلاص” من الفيروس الفتاك، بينما انتشرت دعوات لتلقيح جميع العاملين في الصفوف الأمامية.

ووسط أجواء إيجابية، تتواصل عملية التطعيم ضد فيروس “كورونا” بجميع ربوع المملكة، بحيث تخوض الأطقم الطبية معركة جديدة لإنجاح “التلقيح” وسط المغاربة، بينما تبقى آمال أصحاب “الوزرة البيضاء” معلقة على تحقيق المناعة الجماعية قبل شهر رمضان المقبل.

ووصل عدد المغاربة المستفيدين من التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد 257 ألفا و291 شخصا إلى حدود أمس الثلاثاء، بينما توالت دعوات المغاربة إلى إيلاء أهمية للعاملين في الصفوف الأمامية في مواجهة كورونا، من عاملات النظافة وحراس وعاملين في نقل المرضى، إلى جانب الأطر الطبية والتمريضية.

ودعا البروفيسور غسان الأديب، رئيس قسم الإنعاش والتخدير بالمستشفى الجامعي بمراكش، إلى “الانتباه إلى حيف يمكن أن يؤدي إلى تعميق هوة عدم الثقة التي نحن في أمس الحاجة إليها الآن، وأن تكون إجراءات استباقية وتواصل في أسرع وقت ممكن”.

وقال الطبيب المغربي: “هناك شريحة كبيرة من مهنيي الصفوف الأمامية الأكثر عرضة للعدوى الذين أبانوا عن حس وطني عال، والعديد منهم ينتمون إلى فئات مجتمعية فيها خطر أكبر لنقل العدوى إلى باقي المواطنين، لا يمكن إنكار أسبقيتهم في التلقيح، حسب نفس أولويات الجسم الصحي الوطني الذين هم جزء لا يتجزأ منه، خصوصا متعاقدي الشركات المناولة من عاملات النظافة، ونقل المرضى، والحراسة، والسكرتارية”.

وأضاف المتحدث: “من الجانب المعنوي الصرف، لا يمكن للتحفيز المادي، على هزالته، أن يتم إنزاله بطريقة تجعل تطبيقه مستحيلا في المراكز الاستشفائية الجامعية التي يعرف الجميع تضحيات مهنييها، التي لا تقل عن تضحيات زملائهم في القطاعات الأخرى، لذا يجب إخراج ميكانيزمات واقعية لاجتناب مضاعفات نحن في غنى عنها، ترمي إلى تحقيق التعادلية والإنصاف”.

جدير بالذكر أن التلقيح يهم في البداية أساسا الأشخاص الذين يشتغلون في الصفوف الأمامية، أبرزهم الأطر الصحية والأمنية والتعليمية، على أن تعطى الأولوية أيضا للمصابين بأمراض مزمنة والذين يعانون الهشاشة الصحية، بينما سيتم تعميم التلقيح في مرحلة ثالثة على البالغين من العمر أزيد من 44 سنة، ثم يعمم بعد ذلك على باقي الفئات العمرية.

وتعمل الحكومة جاهدة لتطمين الرّأي العام المغربي بخصوص حملة التلقيح بعد انتشار خطابات التشكيك، خاصة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكّدة أنّ اللقاح “بين أياد أمينة حريصة على أمن وصحة وسلامة المواطنين”، داعية إلى “التحلي بالحيطة والحذر من انتشار عدد من الأخبار الزائفة مجهولة المصدر”.

hespress.com