بعبارة “سلام” باللغتين العربية والعبرية فوق ورقة ذيّلها بجملة “محبتي لكم”، وراية مغربية وضع فوقها جواز سفره، وقبعة مكتوب عليها كلمة “إسرائيل”، حاول شاب مغربي يُدعى يونس التعبير عن رغبته في السفر إلى إسرائيل بعد قرار الرباط إعادة تفعيل العلاقات الثنائية مع تل أبيب.

صورة جواز سفر الشاب المغربي والقبعة الإسرائيلية احتفى بها حساب “تويتر” الرسمي لدولة إسرائيل بالعربية، لتنهال بعد ذلك العديد من التعليقات التي تبارك “أماني” الشاب المغربي، وأخرى تسفه أحلامه بالرحيل إلى تل أبيب.

سفيان ليس وحده من الشباب المغاربة الذين عبّروا عن رغبتهم في تجريب السفر إلى إسرائيل لأغراض شتى. عبّر عنها عبد الرحمان لمحمدي، خريج شاب بدون عمل، بالقول، في تصريح لهسبريس، إنه بات يفكر جديا في السفر إلى إسرائيل بأية طريقة كانت، من أجل البحث عن فرصة عمل كريم هناك”.

وتابع الشاب المغربي بأن “عودة العلاقات بشكل رسمي وعلني بين المغرب وإسرائيل سيمنع عنه الاتهامات التي كان سيتلقاها لو سافر هناك خفية”، مردفا أن إسرائيل لا تختلف في شيء عن دول أوروبية، وبأن الأجور فيها مرتفعة مقارنة مع بلدان أوروبية وعربية”.

هذه النظرة يتقاسمها مع عبد الرحمان عدد من معلقي جريدة هسبريس وموقع “فيسبوك” أيضا؛ منهم شخص يدعى “العبدي” قال إن الكثير من الشباب المغاربة لا يعلمون أن “العمل في إسرائيل يبدأ بما يعادل عشرة دولارات أمريكية للساعة الواحدة”.

ويكمل المعلق ذاته بأن “شباب المغرب لو علموا هذا سيتسابقون للعثور على فرصة عمل هناك؛ لأن العمل 10 ساعات، مثلا، يساوي تقريبا ألف درهم مغربية في اليوم الواحد”.

معلقون مغاربة آخرون فضّلوا المقارنة بين الذهاب إلى إسرائيل وتعامل الجارة الشرقية مثلا؛ فقال أحدهم: “أفضل إسرائيل على الجزائر التي طردت آلاف المغاربة، وسلبت أموالهم وممتلكاتهم، ثم إنها تحارب وحدتنا الترابية منذ أزيد من 45 عاما”.

وعدا فرص العمل وإجراء المقارنات، نسب آخرون الرغبة في السفر إلى إسرائيل إلى دوافع اجتماعية وتاريخية؛ فقال بعضهم إن “الجيل الجديد من الشباب يجهل التاريخ، ولا يؤمن به أصلا؛ فهو جيل يريد أن يعيش فقط بعيدا عن الصراعات والسياسة، فلا ضير أن تغريه فكرة الإقامة في إسرائيل”.

شاب مغربي آخر يُدعى سعيد العمارتي كتب في تدوينة فيسبوكية “أن تكون دولة ذات تاريخ ضارب في القدم، أكيد ستكون لديك جذور تذهب إلى مسارات مختلفة؛ حتى إن كانت هذه المسارات أحيانا بعيدة وعدوة في نظر البعض، فكذلك المغرب له جذور في إسرائيل تدين بالولاء له..” على حد قوله.

وفي المقابل، ليس فقط الشباب المغاربة من عبّروا عن أمانيهم في استكشاف إسرائيل؛ بل أيضا شباب إسرائيليون لم يخفوا الرغبة في “الطيران” صوب مدن مغربية، من أجل “إحياء الصلة مع إخوانهم المغاربة”، على حد تعبير أحدهم.

وفي هذا الصدد، خصصت صفحة “فيسبوك” الرسمية بالعربية لدولة إسرائيل حيزا لهذه الأماني والرغبات الجديدة لشباب إسرائيل، ونشرت صورا لبعضهم يحملون ويلتحفون بالعلم المغربي.

وكتبت الصفحة ذاتها في هذا السياق: “السلام يولد المحبة والتسامح والتآلف بين القلوب، كما يقصر المسافات بين المغرب وإسرائيل حيث يتطلع عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى زيارة المغرب، علما أن ذوي الجذور المغربية يقارب عددهم المليون في إسرائيل”.

hespress.com