مازالَ “فيروس” كورونا يتربّصُ بـ”عروس الشّمال” مُعيداً أجواء الحجر والإغلاق إلى واجهة النّقاش على مستوى مواقع التّواصل الاجتماعي، حيث عبّر نشطاء مغاربة عن تخوّفهم من توجّه الدّولة إلى تطبيق الإجراءات الاحترازية المشدّدة في باقي مدنِ المملكة، خاصةً وأنّ عدّاد الإصابات مرشّح للارتفاع.

ولم يُخفِ نشطاء مغاربة توجّسهم من احتمالِ تطبيقِ “سيناريو طنجة” في باقي المدن الأخرى، خاصة في ظلّ تسجيل معدّل إصابات مرتفع، وعدم الالتزام بالتدابير الوقائية التي توصي بها السلطات من ارتداء إجباري للقناع، واحترام التباعد الجسدي، والحرص على نظافة اليدين، وكذا تحميل تطبيق “وقايتنا”.

وأعلنت وزارة الداخلية أنه على إثر تسجيل عدم التزام البعض بالتوجيهات الوقائية المتخذة في إطار “حالة الطوارئ الصحية”، فإن السلطات العمومية لن تتساهل مع أي تهاون في احترام الإجراءات الاحترازية المعتمدة.

ودعا الفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي عموم المغاربة إلى “التحلي بحس المسؤولية؛ لأنّ الأمور لا تبشر بالخير في ظل ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات خلال الأيام الأخيرة”، موردا أن “المواطن يتحمل جزء من المسؤولية، خاصة في ما يتعلّق بالالتزام بإرشادات وزارتي الصحة والداخلية”.

واعتبر المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المغرب مقبل على أزمة اقتصادية هي الأولى من نوعها بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، وفِي ظل استهتار المواطنين وعدم أخذ الأمور بالجدية المطلوبة، فإننا سندخل في مرحلة قاتمة لن تخدم مصالح الوطن”.

ولفت الجمعوي ذاته الانتباه إلى أن “الالتزام بالضوابط الصحية والوقائية رهين بتشبع المواطن المغربي بحس المسؤولية الملقاة على عاتقه، لا سيما في ظل هذه الظروف العصيبة”، معتبرا أن “البؤر الصناعية والاقتصادية، تتحمل هي الأخرى مسؤولية تفشي الوباء في البلاد”.

وأورد المحدث أن “المواطن المغربي تأثر بشكل كبير من تداعيات الجائحة، ولم يعد يُوَفر مدخوله اليومي، وهو ما دفع البعض إلى الاقتراض لسد حاجياته الضرورية”، مؤكدا أن “المواطنين يشتكون من ارتفاع ثمن الكمامات، وهو ما يفسر عدم التزام البعض بارتدائها”.

وبشأن الحالة الوبائية في طنجة، قال الرامي إن “الوضع مقلق وغير مستقر، ولا نريد أن نعيش الوضع نفسه، لأن الإنسان تواق للحرية ويرفض مصادرة حقه في الخروج إلى عمله أو لقضاء حوائجه اليومية”.

hespress.com