الثلاثاء 11 غشت 2020 – 01:00
يفضل غالبية المغاربة زيارة الأماكن الجبلية البعيدة عن ضوضاء المدنِ وضجيجها، ومع تفشّي فيروس “كورونا” في الحواضر وبلوغه مستويات قياسية، أصبحت المنتجعات الجبلية والقروية تشكل مقصدا رئيسيا لعدد من المغاربة الباحثين عن الرّاحة، وسط الجبال الساحرة والوديان العامرة.
ومع انتشار فيروس “كوفيد 19” في غالبية مدنِ المملكة، تفضّل العديد من العائلات المغربية الهروبَ من ضغوطات الحياة ومنغّصاتها بحثاً عن “سلامٍ” داخليّ تجدهُ في أعالي الجبال بين الأشجار والوديان، حيثُ الهدوء والسّكينة بعيداً عن ضوضاء المدنِ وضجيجها.
وعلى الرّغم من غيابِ بعض الإرشادات السّياحية الخاصّة ببعض المناطق الجبلية المغربية، فإنّ ذلك لم يمنع العديد من الأسر من خوض “مغامرة” اكتشافِ هذه المناطق “العذراء” التي تجذبُ الزّوار بنقائها الصّافي وهدوئها الشّافي.
هذا الإقبال الكبير على المنتجعات السّياحية الجبلية يفسّرهُ عبد الرحمان مومني، المرشد السّياحي بمنطقة زغيرة ضواحي مدينة وزان، بكون “المغاربة يفضّلون المنتجعات السّياحية الجبلية بحثاً عن الهدوء والسّكينة”، مبرزاً أنّ “منتزه زغيرة، الموجود على ضفاف بحيرة ازغيرة بإقليم وزان، يشكّل قِبلة للزّوار المحلّيين والوطنيين”.
وتعوّل حكومة سعد الدين العثماني، عبر وزارة السياحة، على العرض الداخلي لمواجهة الأضرار الكبيرة التي تكبدها القطاع بسبب تداعيات جائحة “كورونا” من إغلاق للحدود البرية والحرية والجوية، وحجر منزلي، في إطار حالة الطوارئ الصحية المعلنة منذ مارس الماضي.
وفي هذا الصّدد، يؤكّد مومني أنّ “القطاع السياحي الجبلي تضرّر فعلاً بجائحة كورونا؛ غير أنّ ذلك لم يمنع من تقديم خدمات لائقة للزّوار الوافدين على المنتزه”، مبرزاً أنّ “المغاربة يبحثون عن الموقع الإستراتيجي والقرب من المياه العذبة المتدفّقة من جبال الرّيف”.
من جانبه، يؤكّد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، أنّ “السّياحة الجبلية يجب أن تكون مؤطّرة وأن تدخل ضمن أجندات وزارة السّياحة التي لا يبدو أنّها مهتمّة بهذا الموضوع”، مؤكّداً أنّ “المغاربة يقبلون على السّياحة الجبلية لما تتميّز به من خدمات رخيصة وغير مكلّفة وملائمة”.
وأوضح الخراطي أنّ “السّياح المغاربة اكتووا بلهيب الأسعار في المنتجعات السّياحية بالشّمال؛ وهو ما دفعهم إلى البحث عن وجهاتٍ جديدة بعيداً عن الشواطئ المكتظّة”، مؤكّداً أنّ “خطر انتقال الفيروس في المنتجعات الجبلية ضئيل، وبالتّالي يكثر الإقبال على خدماتها”.