من خروقات عادية لحالة الطوارئ الصحية مرتبطة بالتجول اليومي، إلى أخرى تكتسي طابع الغرابة، يمضي المغاربة نحو إتمام الشهر الثاني من الحجر الصحي على إيقاع انتقادات حادة لسلوكات متهورة، تتقدمها جنازة جماعية، واستحمام في الشارع العام.

ففي مدينة الدار البيضاء، اجتمع ما يقارب المائة شخص من أجل توديع جار متوفى، في صلاة جنازة لاقت انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تفاعلت معها وزارة الداخلية بالتحقيق مع رئيس محلقة عين الشق.

غير بعيد عن الجنازة، وفي المدينة ذاتها، تجمع شبان شبة عراة وتوجهوا نحو خط الطرامواي حيث نزعوا ملابسهم ليستحموا في الشارع العام، وهو ما لاقى تأسفا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، مع مطالب باعتقال المتورطين.

وفي نظر محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، فإن خروج الناس لصلاة الجنازة بحي عين الشق مرده إلى “غياب عنصر الإشباع الروحي خلال شهر رمضان الحالي، الذي جاء مغايرا لعادته”.

وأضاف بنزاكور، في تصريح لهسبريس، أن “مثل هذه السلوكات كانت متوقعة بالنظر إلى عدم مواكبة حاجيات المغاربة على المستوى الروحي، عكس ما تم النجاح فيه اجتماعيا وصحيا”، مؤكدا ضرورة استدراك هذا الأمر.

وبشأن واقعة الاستحمام في الشارع العام، أشار الأستاذ الجامعي ذاته إلى أن “الأمر يكتنز استهتارا بكل ما تحمل الكلمة من معنى”، داعيا السلطات إلى اتخاد الإجراءات اللازمة، مسجلا وصول المغاربة إلى مرحلة العياء، وهو ما يستوجب إعادة شحذ الهمم.

وأبرز بنزاكور أن “طول مدة الحجر الصحي، وتزامنه مع شهر رمضان، تسببا في ذلك أيضا”، مطالبا السلطات بالعودة إلى الاشتغال عن قرب لإخراج المغاربة من وضع العياء الذي يعيشونه، معتبرا ما يجري عاديا قياسا بموقف الإنسان من مختلف الظواهر (نكران. استئناس. اعتراف. عياء).

hespress.com