لم يستسغِ قطاع كبير من المغاربة منْحَ رئيس الحكومة، سعد الدّين العثماني، عُطلة سنوية لوزرائهِ من أسبوعين خلال الأسبوع الثّاني من شهر غشت الجاري، وذلكَ في خضمِّ ما تعرفهُ المملكة من أوضاعٍ صحيّة “حَرجة” مرتبطة بتفشّي جائحة “كوفيد 19″، تقتضي استمرارَ المرفق العامِ وإعلانَ “حالة الطّوارئ القصوى” في مجموعِ التّراب الوطني.

وتنطلق عطلة الوزراء بعد العاشر من شهر غشت لمدة أسبوعين، وهي المدة التي جرت العادة أن يستفيد منها أعضاء الحكومة خلال العطلة السنوية؛ لكن هذه المرة تختلف الأمور بحكم وباء كورونا وقرار قضاء عطلة الصيف داخل أرض الوطن.

وفي وقت قرّر بعضُ الوزراء الذين يوجدون في واجِهة تدبير أزمة “كورونا” عدم الاستفادة من العطلة، بالنظر إلى تطور الوضعية الوبائية بشكل غير مسبوق وظهور مؤشرات تستدعي تدخّلات مستعجلة، يتّجهُ بعض المسؤولين الحكوميين إلى الاستفادة منها، على أنْ يلتحقوا بمكاتبهم بعد انتهاء “الكونجي”.

قرار الاستفادة من “الكونجي” الاستثنائي اعتبره عدد من المغاربة غير مسؤول، ولا يعكسُ الظّروف الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها البلاد؛ بينما تؤكّد مصادر حكومية أنّ “معظم الوزراء سيبقون مرابطين في العاصمة الرباط أو في النواحي، تأهباً لأي طارئ يستدعي اتخاذ قرارات استثنائية مرتبطة بالجائحة، أو لإعداد سيناريوهات المرحلة المقبلة”.

وقال ناشط مغربي: “ليس من المعقول ولا من الصواب أن يستفيد الوزراء من العطلة الصيفية والبلاد في حالة الطوارئ الصحية، في وقت ألغى وزير الصّحة العطلة لكل موظفيه، وجلّ نساء ورجال التعليم مازالوا يشتغلون لإجراء الامتحانات والمباريات بالنّسبة للحاصلين على البكالوريا”.

وأورد معلّق آخر على قرار منح العطلة السّنوية للوزراء: “الأطباء والممرضون الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه يحرمون من نيل قسط من الراحة، والوزراء المساكين الذين هم في عطلة دائمة ينعم عليهم العثماني بالراحة”.

وقال ناشط آخر: “يجب وقف العطل لجميع الموظفين، والتجند لمواجهة هذا الوباء.. كيف يعقل أن هناك قطاعا ممنوعا من العطل، وهو مجند ليل نهار لمواجهة الجائحة، وقطاعا آخر يستفيد منها، كأن لا شيء يقع؟ شعور بالإحباط والغبن سيصيب فئات كثيرة من هذا التمييز”.

وقال معلق آخر ساخراً: “تتكلمون عن العطلة كأننا أمام كائنات اخترعت لنا اللقاح أو اكتشفت لنا دواء أو ابتكرت لنا أفكارا للنهوض بالاقتصاد الوطني.. كل هؤلاء المسؤولين كانوا في عطلة منذ بدء الجائحة، عملهم الوحيد أغلقوا محطات القطار ومنعوا السفر وفتحوا المقاهي والمطاعم”.

hespress.com