متأرجحا بين الليل والنهار، مازال طيف تدابير الحجر الصحي يُطل على المغاربة بين الفينة والأخرى، مؤكدا أن جميع الاختيارات تبقى مفتوحة أمام السلطات التي تواجه منعرجا خطيرا من مراحل تفشي فيروس كورونا بمختلف ربوع المملكة.

وبداية كل أسبوع تطل السلطات العمومية بقرارات تروم حظر التجوال الليلي، مخافة انتشار الفيروس بحواضر معينة؛ لكنه أمر غير مستساغ لدى العموم، على اعتبار أن التساؤل الاستنكاري قائم على الدوام: هل الفيروس يتوقف عن الانتشار نهارا؟.

وعاينت هسبريس في عديد المدن كيف تقدم السلطات على حث المواطنين وسحبهم من جميع الفضاءات العامة، لضمان تنزيل تدابير الحجر الصحي على أكمل وجه، لكن الأمر تحول إلى مادة دسمة للسخرية باستحضار حجم الخروقات المتسامح معها نهارا.

واستقر قرار منع التنقلات الليلية بعديد المدن الشمالية، بعد أن كان مرتبطا بمدن مركزية تشهد حالات كثيرة، لكن عددا كبيرا من التعليقات مازالت تتساءل حول دواعي اختيار السلطات للفترة الليلية بالذات من أجل شل حركة المرافق.

مصطفى الناجي، مدير مختبر الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أورد أن تطبيق العملية يسوده ارتباك كبير في العديد من المدن والجهات، خصوصا بسبب تضارب المواقف أحيانا بين السلطات الصحية المركزية والتي تشتغل على مستوى الجهات.

وأضاف الناجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الإبقاء على حظر التجوال ليلا له تفسيرات عدة وليس أمرا اعتباطيا، والبداية بالمطاعم والحانات التي تشهد ازدحاما كبيرا، وبالتالي وجب ما أمكن الانتباه إلى هذا الأمر، خصوصا أن الناس لا يحترمون الإجراءات.

وأوضح الخبير المغربي أن الخروج ليلا غالبا ما يتم بشكل جماعي ومن أجل الاستجمام، وليس لقضاء أغراض إدارية أو دراسية أو التوجه للعمل، مطالبا المغاربة بالانتباه خلال 15 يوما المقبلة، التي ستشهد حسبه ارتفاعا في عدد الإصابات.

وأكمل الناجي ضمن التصريح ذاته: “لا أظن أن الحجر الصحي سيعود في قادم الأيام”، مرجحا أن أقصى احتمالاته أن يكون إقليميا، وذلك بالعودة إلى الضرر الاقتصادي الكبير الذي لحق مختلف القطاعات، وتأثر الفلاحة بموجة الجفاف الكبيرة.

hespress.com