انتقادات متبادلة يتبادلها المغاربة، بخصوص بعض السلوكات الاجتماعية التي تخرق تعاقد الوقاية من فيروس “كورونا”، أمام استفحال ملامح عودة الحياة الطبيعية خلال الآونة الأخيرة، وارتفاع معدل الإصابات في مختلف مناطق المغرب.

ووجدت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي نفسها حائرة، بين لوم الحكومة على عدم وقف تنقلات عطلة عيد الأضحى قبل أسابيع، وانتقاد سلوكات المغاربة داخل المقاهي والشارع العام، حيث عاد الجميع إلى السلام بالأيدي وارتداء الكمامة بشكل خاطئ، فضلا عن الازدحام.

بدورهم، اتفق معلقو جريدة هسبريس على وجود خلل في تدبير عملية رفع الحجر الصحي، مؤكدين أن الفيروس لا يزال موجودا، والحكومة سمحت بتخبطها في القرارات بإدخال الشك والمؤامرة إلى نفوس المغاربة؛ ما جعلهم يتعاملون باستهتار.

وفي الشوارع والفضاءات التجارية يشتد الزحام بين المواطنين المغاربة الذين صار بإمكانهم اليوم التجول بحرية، دون الأخذ بعين الاعتبار تدابير الوقاية، التي ما فتئت وزارة الصّحة توصي بها عبر حملاتها الإعلامية والتّواصلية.

علي الشعباني، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، سجل أن التفسير الأدق لهذا السلوك يتجاوز النفاق الاجتماعي ويقترب من الجهل، مسجلا أن المغربي يحمل المسؤولية للجميع ويتبادل الاتهامات دون تحديد المسؤوليات.

وأضاف الشعباني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الثقة انعدمت بين المواطن والحكومة، لذلك يكون الخروج بهذا الشكل، معتبرا أن المغاربة مروا الآن نحو مرحلة التحدي، ويسألون أين هو هذا الفيروس الذي تنشرون أخبارا عنه؟

وأوضح الأستاذ الجامعي أن المواطن يود لو يخرج إلى العلن لطرح هذا السؤال؛ لكن القانون يمنعه، وبالتالي يتجه إلى الخروج لإبراز تشبثه بهذا الموقف، مشيرا إلى أنه يعتقد كذلك أن الأرقام وعدد الحالات تعني الدولة ولا تعنيه هو بالضرورة.

وأكمل أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط قائلا: التشكيك في الخطاب الصادر عن السلطة أمر وارد على مدار عقود، وهو عنصر ثابت يجمع المواطن معها على الدوام، منبها إلى تعميق الهوة بين الخطاب الحكومي والمزاج الشعبي لما في ذلك من خطر كبير.

hespress.com