دون تسجيل مشاعر استقبال جديدة، ما تزال معطيات اقتناء المغرب للقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد متراوحة بين السخرية وموجة تشكيك كبيرة في مدى مصداقية المنتج الذي طال انتظاره، خصوصا أمام ارتفاع حالات الإصابة بـ”كوفيد-19″ والوفيات من جرائه بالمغرب.

ولم يقتنع مغاربة كثر بجدوى اللقاح الحالي، انسجاما مع تشكيكهم الأولي بشأن فيروس كورونا، ليمضي هذا الشعور مجددا ويكرس نظرية المؤامرة، بحيث يشك البعض في وجود شريحة أو تحولات جينية قد يسببها اللقاح بإيعاز من الدول الكبرى.

ويطال شك البعض وجود كورونا بالأساس، ثم وصل في سياق اشتغال المختبرات الدولية على اللقاح إلى جدية هذا الطرح، وإمكانية استغلال جو الرعب لتحصيل عائدات مادية من بيع المنتج للحكومات المتضررة من استمرار الأزمة.

ورغم الأرقام الصادرة بشكل دوري، والتحذيرات الحكومية، فضلا عن تطرق أعلى سلطة في البلاد للموضوع، إلا أن الشك ما زال هو السمة الأساسية في علاقة كثير من المغاربة بكورونا، خصوصا أمام ارتباطات الشفاء منه بدخول السوق الدولية للقاحات.

محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قال إن “المشكل ليس في القرارات، بل إن الشك امتد إلى الثقة في حد ذاتها”، موردا أن “هذا الأمر يظهر جليا في حالات الحاجة إلى الإجماع الوطني”.

وأضاف بنزاكور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “خلال أزمة الدم، اضطر الجميع للاستنجاد بالملك. وعند الحاجة لصندوق كورونا، عاد الملك للواجهة”، مقرا بكون “علاقة المغربي بالسلطة عموما يشوبها الكثير من اللبس والتردد”.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن “الثقة لم تكن حاضرة كذلك في التدابير الوقائية، والآن يتجدد هذا الأمر عند طرح اللقاح”، مؤكدا أن “الضمانات واضحة؛ فالدولة هي صاحبة العقدة، والتجارب غير إجبارية، وجرى اختيار الأطر الصحية والسلطة لذلك”.

وأورد بنزاكور ضمن التصريح ذاته أن “قرار الملك في هذا الباب واع بهذا الأمر”، رابطا المشكل بسياقات تاريخية عديدة، واستمرار فكرة المخزن والرعية، في حين إن “المنطق السليم يقتضي التعامل بالسياسي والمواطن، ومن خلال ذلك يضمحل الخوف”.

hespress.com