يواصل فيروس “كورونا” المستجد الزحف على الجسم التمريضي العامل في المستشفيات العمومية؛ فخلال اليومين الأخيرين فقط، أي السبت والأحد، بلغ عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس، المسجلة في صفوف الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، 78 إصابة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين في صفوفهم، إلى حدود أمس، إلى 428 مصابا.

وبالرغم من تزايد أعداد الممرضين وتقنيي الصحة الذين انتقلت إليهم عدوى الوباء، بشكل مضطرد، فإن العدد الحقيقي قد يكون أكبر من العدد الذي أعلنت عنه حركة الممرضين وتقنيي الصحة، بناء على المعطيات التي تتوصل بها لجان المتابعة المكلفة بإحصاء عدد الإصابات؛ “لأن وزارة الصحة تتكتم عن العدد الحقيقي للمصابين”.

ولم يَسْلم الممرضون في جميع المصالح الاستشفائية من الإصابة بفيروس “كوفيد-19″؛ فمنهم المختصون في التخدير والإنعاش، وممرضو الصحة النفسية، وتقنيو الأشعة، والممرضون متعددو التخصصات، والقابلات، ومقوّمو البصر… بحسب المعطيات المتعلقة بالمصابين خلال اليومين الأخيرين.

وبالرغم من عدم التأكد ممّا إذا كانت العدوى تنتقل إلى الممرضين المصابين أثناء مزاولة عملهم أو خارج المستشفيات، فإن الاحتمال الأوّل هو الراجح، بحسب فاطمة الزهراء بلين، منسقة لجنة الإعلام والتواصل بحركة الممرضين وتقنيي الصحة.

وقالت بلين، في تصريح لهسبريس، إن الممرضين وتقنيي الصحة على دراية تامة بطُرق انتقال العدوى، وأنهم يتخذون جميع الاحتياطات اللازمة ويلتزمون بالإجراءات الوقائية داخل وخارج مقرات عملهم؛ ولكنهم داخل المستشفيات يكونون مضطرين إلى الاختلاط والاحتكاك بعدد كبير من المرضى المصابين أو المشكوك في إصابتهم بفيروس “كورونا”.

وأضافت منسقة لجنة الإعلام والتواصل بحركة الممرضين وتقنيي الصحة أن هذه الوضعية تجعل احتمال إصابة الممرضين بالفيروس أثناء مزاولة عملهم في المستشفيات أعلى بكثير من احتمال الإصابة في الشارع أو داخل بيوتهم، لافتة إلى أن هناك مجموعة من الأسباب ترجّح هذا الاحتمال؛ منها تزايد أعداد المصابين الوافدين على المستشفيات، وعدم توفر بعض المؤسسات الصحية على بنية تسمح بتفادي انتقال العدوى، مثل ضعف التهوية.

وفي الوقت الذي يسجّل فيه عداد الإصابات بفيروس “كورونا” في المغرب أرقاما قياسية، وفتْح أبواب المراكز الصحية لإجراء الاختبارات السريعة للمرضى المشكوك في إصابتهم، فإن وسائل الحماية المتوفرة للممرضين وتقنيي الصحة غير متوفرة بالكمّ والكيف اللازم، في بعض المستشفيات، حسب فاطمة الزهراء بلين.

وأضافت المتحدثة أن مجموعة من المستشفيات تستقطب أعدادا من المرضى تفوق بكثير طاقتها الاستيعابية؛ ما يضاعف احتمال إصابة الممرضين وتقنيي الصحة بالفيروس، نظرا لاختلاطهم بعدد أكبر من المرضى الذين يقدمون لهم الرعاية الصحية، واحتمال ارتكاب أخطاء مساعدة على الإصابة، بسبب ضغط العمل.

ولجأ عدد من الممرضين، خلال الآونة الأخيرة، إلى توجيه نداءات إلى مسؤولي وزارة الصحة، من أجل تمكينهم من وسائل الحماية الضرورية؛ كما هو الحال في مراكش، التي تشهد انتشارا كبيرا للفيروس خلال الأيام الأخيرة.

وأوضحت فاطمة الزهراء بلين أن مسؤولي الصحة يعملون على ترشيد توزيع وسائل الحماية من فيروس “كورونا”؛ “ولكن خاصنا بعدا تكون متوفرة اليوما ماحدّنا حيّيين وبصحة جيدة باش نحميو نفسونا، وغدا ملي يتقاضاو ولا ينقصو الإمكانيات ديك الساعة نعاودو نحسبو لها حساب آخر، ولكن باش تبدا من دبا تعطي بالحساب لدرجة تعريض صحة وسلامة المزاولين للخطر فهذا غير مقبول”.

ونبّهت المتحدث ذاتها إلى أن الإصابات المتزايدة في صفوف الممرضين وتقنيي الصحة تقتضي تدخلا عاجلا من أجل إيقاف نزيف الإصابات في صفوفهم، قائلة: “نحن ندق ناقوس الخطر، وندعو وزارة الصحة إلى أن تهتم بهذا الموضوع بشكل جدي، وتصرّح بالأرقام الحقيقية للإصابات في صفوف الممرضين وتقنيي الصحة، وأن تواجه هذا المشكل وتجدَ له حلولا جذرية؛ لأن الإصابات في تزايد مستمر”.

hespress.com