بينما يحتفلُ بعض التّلاميذ المغاربة بنجاحهم في امتحانات الباكلوريا، يتعرّض البعضُ الآخر للتّنمر بسببِ نقاطه التي نُشرت علنًا عبر بوّابات إلكترونية تابعة لوزارة التّربية الوطنية المغربية، وذلك دون مراعاة خصوصية التّلاميذ ونفسيتهم، لاسيما الذين لم يوفّقوا في نيل “شهادة الباك” أو المقبلون على الاستدراكية.

وعمدت صفحات “فايسبوكية” على نشرِ أسماء بعض التّلاميذ المغاربة الذين لم يوفّقوا في نيل شهادة “الباك” بسبب حصولهم على نقاطٍ قريبة من المعدّل المتوسّطي للنّجاح والمحدد في 20/10، إذ قام العديد من المدوّنين بمشاركة أسماء بعض التلاميذ الذين حصلوا على 9.99 في المعدّل العام، مصحوبة بتعليقاتٍ “سلبية” وساخرة.

نشر نقاط “البكالوريا” علانية اعتبره قطاعٌ كبير من المغاربة “خطأ” وزاريا سيساهمُ في “تكريس” صورة غير صحيّة داخل المجتمع المغربي، خاصة أنّ الأمر يتعلّق بتلاميذ مقبلين على مرحلة “حاسمة” في مشوارهم الدّراسي.

سميرة حمانة، كاتبة مغربية مقيمة في كندا، اعتبرت أنّ “نشر النقاط علانية يمكن أن يؤدي إلى التنمر الإلكتروني وحتى الانتحار”، موردة في هذا الصّدد: “إلى حد الآن لم أستوعب كيف لوزارة التعليم أن تشارك نتائج التلاميذ ونقاطهم علانية، دون مراعاة خصوصيتهم ونفسيتهم”.

وكمدرّبة حياة وكاتبة تحاربُ التّنمر تؤكّد حمانة أنّ “نشر النتيجة علانية يؤدي إلى إحساس بعض التلاميذ بالهزيمة والعار”، وتابعت: “عندما رأيت في وسائل التواصل الاجتماعي صور نتائج بعض الطلبة الحاصلين على 9.99 والسخرية منهم ونعتهم بـ”المناحيس” شعرت بالحسرة وخيبة الأمل”.

وأردفت الكاتبة المغربية: “بلد كالمغرب قطع أشواطا في توعية الناس بشأن الصحة العقلية والنفسية تأتي فيه وزارة التعليم لتضع الصحة العقلية والنفسية لمجموعة من الطلبة والتلاميذ على حافة الخطر، دون مراعاة العواقب، وخصوصا في هذه الظرفية، حيث يعيش العالم ضغوطات نفسية بسبب كوفيد 19”.

وأشارت الكاتبة المقيمة في كندا إلى أنّه “في أمريكا وكندا لا يسمح للأستاذ أو المدرسة بنشر نقاط التلاميذ علانية حماية للخصوصية ولسلامة وصحة الطالب العقلية والنفسية”، داعيةً وزارة التعليم إلى “الحفاظ على خصوصية الطلبة لأنّ استعمال اسم الطالب ومعدّله يعرضه للتنمر الإلكتروني، الذي بإمكانه أن يدفعه إلى الانتحار، أو أن يعرضه للعنف الأسري”.

واسترسلت حمانة قائلة: “وزارة التعليم يجب أن تسمح لكل طالب بأن يرى نتيجته فقط بإدخال الرقم الوطني للاطلاع على معدّله”، مبرزة أنّ “للمغرب طاقات شبابية تخصصت في عالم البرمجة، يمكنها برمجة ‘سوفتوير’ سهل يسمح للطالب فقط رؤية نتيجته كما هو المعمول به في دول أخرى، أو شراء برامج جاهزة”.

hespress.com