قالت “هيومان رايتس ووتش” إنه منذ إغلاق المدارس مارس الماضي لم يتلق العديد من الأطفال أي تعليمات أو ملاحظات أو تفاعل مع معلميهم؛ فيما كثيرًا ما درس الطلاب موضوعات أقل أو محتوى أقل من خلال التعلم عن بعد، كما شارك العديد منهم مشاعر التوتر والقلق والعزلة والاكتئاب، التي ربطوها بنقص التواصل مع أصدقائهم وأساتذتهم في القسم.

وأجرت المنظمة الحقوقية 57 مقابلة عن بُعد مع تلاميذ وأولياء أمور ومعلمين ومسؤولي تعليم في عدد من البلدان الإفريقية، من بينها المغرب، حول آثار الوباء على تعليم الأطفال، لإعداد بحثها الذي “يُظهر أن إغلاق المدارس بسبب الوباء أدى إلى تفاقم عدم المساواة الموجودة سابقًا، وأن الأطفال الذين كانوا بالفعل أكثر عرضة للإقصاء من التعليم الجيد هم الأكثر تضررًا”.

ومن ضمن المقابلات التي أجرتها المنظمة الدولية لقاء مع “نوال. ل”، التي أوردت أن مدرستها رغم كونها تقدم دروسًا عبر الإنترنت، إلا أن بعض المدرسين واجهوا صعوبات، حسب البحث.

وتقول نوال: “في بعض الأحيان لا نسمع من المدرس طوال اليوم، ثم يحضر في الساعة 6 ليقول إنه ليس لديه رصيد إنترنت كافٍ”، وقدرت أن حوالي نصف الطلاب حضروا دروسًا عبر الإنترنت.

من ضمن المقابلات أيضا مقابلة مع والدة “هند.م”، التي تعول الأسرة من خلال عملها كعاملة نظافة. وتقول المنظمة: “في المنزل لديهم شبكة أنترنيت بطيئة”.

وقالت هند: “هناك خطة لشبكة أنترنيت أسرع. ناقشت الأمر مع أمي، لكنها قالت إننا لا نستطيع تحملها..ولأن الاتصال ليس جيدًا يجب أن أعطي الأولوية لبعض الدروس على أخرى”.

وقال مدرس في الرباط إنه علم من مقابلة تلفزيونية مع وزير التعليم أنه من المتوقع أن يستخدم المعلمون Microsoft Teams لإنشاء فصول دراسية عن بعد”.

ويضيف: “لم تكن لدي أي فكرة عن كيفية عمل Teams هذا، ولم أتلق أبدًا تعليمات حول كيفية إنجاحه … حاولت أربع مرات الوصول إليه ولم أنجح، وأخيراً أسقطته. لم تفعل الوزارة في أي وقت أي شيء لتسهيل الوصول”.

وقال مدرس في حي شعبي بالرباط إنه بعد أسابيع قليلة من التعلم عن بعد، “لم يتبق سوى 10 في المائة أو أقل من الطلاب الذين تابعوا دراستهم”.

فيما قالت “خديجة. ف” في الدار البيضاء: “لا يمكنني أنا أو زوجي القراءة أو الكتابة، لذا لا يمكننا مساعدة بناتنا في المدرسة”.

وحسب “هيومان رايتس ووتش” تواجه الفتيات حواجز فريدة لمواصلة متابعة التعليم الرسمي عن بعد… “غالبًا ما يُتوقع من الفتيات تحمل مسؤوليات رعاية الأطفال والأعمال المنزلية”، يقول البحث.

وتورد المنظمة: “عندما يحتاج الأطفال إلى استخدام التكنولوجيا للدراسة، ويكون الوصول إلى الأجهزة أو البيانات شحيحًا، فغالبًا ما ينتهي الأمر بالفتيان إلى الحصول على إمكانية الوصول إلى هذه الموارد أكثر من الفتيات”.

hespress.com