أثار دفتر التحملات الذي أعدته وزارة التجهيز والنقل والماء حول النقل الطرقي للأشخاص خلال فترة جائحة كورونا، في ظل إقدام السلطات على تخفيف إجراءات الحجر الصحي، غضبا واسعا في صفوف المهنيين بالقطاع.

واعتبر المهنيون في قطاع النقل الطرقي أن دفتر التحملات الذي ينتظر موافقة من طرف مصالح وزارة الداخلية قبل أن يصير ساري المفعول، فيه الكثير من الإشكالات التي ستواجه العاملين في الحافلات وتحد من تنقل المواطنين عبر ربوع الوطن.

وشدد فاعلون في المجال على كون دفتر التحملات هذا لم يراع الظروف التي يمر منها القطاع، ولم يأخذ بعين الاعتبار الوضعية المزرية التي يعيشها المهنيون وكذا أرباب الحافلات منذ توقفهم عن العمل في مارس الماضي.

وفي هذا الصدد، لفت مصطفى الكيحل، الكاتب الوطني للمكتب النقابي للنقل الطرقي، المنضوي تحت لواء الاتحاد الديمقراطي المغربي للشغل، إلى كون هذا الدفتر “لم تراع فيه الوزارة الوصية على القطاع الظروف التي نعيشها، ولَم تأخذ مبدأ التشاركية مع المركزيات النقابية بعين الاعتبار”.

وشدد المتحدث نفسه، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن الدفتر المذكور “سيعرف رفضا من طرف المهنيين، لأنه قانون صارم يطبق على فئة عاشت ضررا في هذه الفترة، في حين كان على الحكومة أن تلتفت إليها وتمنحها حقوقا للعمل والعودة من جديد للاشتغال بأريحية”.

وأوضح المسؤول النقابي أن هذه الوثيقة الصادرة عن وزارة التجهيز والنقل خلفت “سخطا واحتجاجا من طرف المهنيين، ولا يمكن العمل بهذه الطريقة”، مشددا على أن التنقل مشروط بضرورة توفر المواطنين على تراخيص استثنائية، وهو ما سيعمق الأزمة ويعقد عمل الحافلات.

وأكد في هذا الصدد أن “المواطن المتواجد بالمنطقة 1 يلزمه الحصول على ترخيص التنقل من طرف مصالح العمالة المتواجد بها في حالة رغبته السفر صوب المنطقة 2، وهو أمر سيكون معقدا ويصعب معه السماح له بالتنقل”، متسائلا: “هل سيظل صاحب الحافلة ينتظر حصول المواطنين على التراخيص التي يلزم أكثر من 24 ساعة للموافقة عليها؟”.

واعتبر الكيحل أن وزارة التجهيز والنقل، ومعها الحكومة، “مطالبة بالنظر في الأوضاع التي يعيشها المهنيون والسائقون ومساعدوهم قبل الخوض في هذه القوانين، لكون هذه الشريحة تعيش وضعا صعبا وتجهل مصيرها بعد جائحة كورونا”.

وقد فرضت الوزارة من خلال دفتر التحملات الذي اطلعت عليه جريدة هسبريس الإلكترونية مجموعة من الشروط الصارمة على أرباب الحافلات لنقل المسافرين، مشددة على وجوب احترام قواعد السلامة الصحية والنظافة للتصدي لوباء كورونا.

وبحسب بنود الدفتر، فإن أرباب الحافلات مطالبون بوضع بروتوكول مراقبة يومية للمستخدمين من سائقين ومساعديهم، وتزويدهم بالكمامات والمطهرات الكحولية للتعقيم والقفازات وإلزامهم باستخدامها، إلى جانب تثبيت حواجز شفافة واقية لمقعد السائق أو منع الجلوس خلفه مباشرة أو بجانبه.

hespress.com