لم يعد يفصل المغاربة عن عيد الأضحى إلا أسبوعان تقريباً، في وقت لم تستأنف المحطات الطرقية أنشطتها بشكل كامِل، نتيجة الإضراب الوطني الذي تخوضه هيئات قطاع النقل العمومي للمسافرين، ما جعل عشرات المواطنين يستفسرون عن مدى توفر الحافلات التي ستُقلّهم إلى مدن المنْشأ لقضاء هذه المناسبة الدينية مع الأقارب.

ورغم تأكيد وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبر بيان صحافي سابق، استئناف العمل بـ 58 محطة طرقية من أصل 68؛ أي بنسبة 85 في المائة، إلا أن مهنيي النقل لفتوا إلى أن المحطات “فارغة”، باستثناء بعض المقاولات النقلية التي لم تنخرط في الإضراب الوطني، ومن ثمة استأنفت عملها منذ أسابيع عدة.

ونبّهت مصادر مهنية، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، إلى الصعوبات التي قد تواجه المغاربة الراغبين في التنقل خلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى، ما لم تتم تسوية الأزمة القائمة بين المهنيين والوزارة الوصية على القطاع، داعية إلى التجاوب مع المطالب الملّحة للهيئات الممثلة لقطاع نقل المسافرين.

وشددت المصادر عينها على أن مهنيي نقل المسافرين سيمضون في التصعيد خلال الأيام المقبلة، من خلال تنظيم وقفات احتجاجية أمام المديريات الجهوية لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، موضحة أن الهيئات المعنية ستلتقي المديرين الجهويين للوزارة، اليوم الإثنين، قصد الاستفسار عن مخرجات اللقاء المنعقد خلال الأربعاء المنصرم.

وانتقد مهنيو النقل، كذلك، ما وصفوه بـ”الإقصاء الممنهج” من لدن الوزارة المشرفة على تدبير شؤون القطاع، مستنكرين “غياب المواكبة طوال فترة سريان حالة الطوارئ الصحية، بخلاف التدابير المعلنة من قبل القطاعات الوزارية الأخرى، التي تداركت التبعات الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا”، بتعبيرهم.

وأفاد بيان مشترك سابق، صادر عن الهيئات المهنية الممثلة لقطاع نقل المسافرين، بأن “المهنيين قرروا مواصلة احتجاجاتهم بجميع الطرق المشروعة وعدم استئناف العمل”، لافتاً إلى أنهم “اتخذوا قرار مراسلة السلطات المختصة لتوضيح المعاناة التي يعيشها القطاع”.

وأوضح البيان عينه، الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، أن “المهنيين عبروا عن تذمرهم جراء استمرار أسباب التوتر القائم بينهم وبين الإدارة الوصية، من خلال بعض الشروط صعبة التنفيذ بدفتر التحملات”، داعيا السلطات المختصة إلى “الاستجابة للمطالب المشروعة، حتى يستأنف القطاع دوره الاقتصادي والاجتماعي”.

hespress.com