تغيير ملموس في طريقة تفكير المغاربة بخصوص اللقاح المضاد لفيروس “كورونا” المستجد؛ فلم يعد هناك تشكيك في مصداقية ونجاعة حملة التطعيم الجماعية المرتقبة، بل بات المواطنون يترقبون انطلاقتها الرسمية بعد التوصل بجرعات لقاح “أسترازينيكا”.

وأبدى المغاربة تخوفا كبيرا من اللقاح المرتقب منذ بضعة أشهر، بدعوى مراميه التجسسية وتأثيراته الجينية، ثم تحول اللقاح إلى مادة للسخرية تم تداولها على نطاق واسع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا إلى النقاش العام السائد آنذاك حتى داخل البلدان الغربية بشأن مقاطعة التلقيح.

وتفاعل الرأي العام الوطني بإيجابية مع الحملات التحسيسية التي أطلقتها وزارة الصحة قصد مواكبة عملية التلقيح التي ستبدأ خلال الأسبوع الجاري، من خلال تسجيل المواطنين لأنفسهم بأعداد كبيرة في البوابة الإلكترونية التي تحدد مركز وموعد الحصول على اللقاح.

وتقاسم نشطاء “الوسائط الاجتماعية” الرسائل التي توصلوا بها بعد التسجيل في البوابة الإلكترونية، أو بعد بعث رسالة إلى الرقم المجاني المُحدث لهذه العملية (1717)؛ فرغم تأكيد وزارة الصحة أن الفئات العمرية المستهدفة في بداية الحملة هي الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، إلا أن الشباب اليافعين قاموا أيضا بالتسجيل في المنصات سالفة الذكر.

وبات الرأي العام يتابع حيثيات الحملة الوطنية للتلقيح بصفة يومية، حيث أدى التأخر الحاصل بخصوص شحنات اللقاح إلى استياء وطني من “ضعف” السياسة التواصلية لوزارة الصحة، التي كانت قد حددت موعد التلقيح في دجنبر الماضي.

وعمّت الفرحة أرجاء التراب الوطني بعد جلب جرعات اللقاح من الهند، قبل أن تعلن وزارة الصحة عن بداية الحملة الوطنية للتلقيح خلال الأسبوع الجاري، ليكون بذلك المغرب من أوائل البلدان الإقليمية التي شرعت في تطعيم مواطنيها.

وأفادت وزارة الصحة بأن عملية التلقيح، التي ستتم بصفة تدريجية، ستهم في البداية الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض کوفید-19 ومضاعفاته، وهم مهنيو الصحة البالغون من العمر 40 سنة فما فوق، والسلطات العمومية، والجيش الملكي، وكذا نساء ورجال التعليم ابتداء من 45 سنة، بالإضافة إلى الأشخاص المسنين البالغين 75 سنة فما فوق.

hespress.com