انطلق الموسم الدراسي 2020-2021، صباح الإثنين، وسط أجواء غير مسبوقة، مطبوعة بهاجس الخوف من وباء كورونا، وبارتباك على مستوى القرار الحكومي؛ إذ عمدت وزارة التربية الوطنية إلى تعليق الدراسة الحضورية في آخر لحظة بعدد من مقاطعات مدينة الدار البيضاء، بعدما تجاوز عدد الإصابات بالفيروس سقف ألفيْ إصابة أمس الأحد.

وعلى الرغم من الأجواء الاستثنائية الحالية والخوف من الفيروس الجاثم على النفوس، إلا أن عادات التلاميذ لم تتغير كثيرا. أمام الثانوية الإعدادية “الوحدة” في حي تبريكت بمدينة سلا، انخرط التلاميذ في نقاشات على شكل مجموعات لتزجية الوقت في انتظار أن تُفتح أبواب مؤسستهم التعليمية.

البروتوكول الصحي الذي ظل وزير التربية الوطنية يتحدث عنه طيلة الأيام الأخيرة لم يكن سوى مجرد شعار؛ إذ غاب التباعد الجسدي أمام البوابة الضيقة التي يتحدث عبر شبّاك في أعلاها آباء وأمهات التلاميذ مع الحارس، بينما علّق أغلب التلاميذ كماماتهم على أعناقهم والتصقوا ببعضهم.

كانت عملية الدخول المدرسي تتمّ أمام أنظار رجل شرطة وأحد أعوان القوات المساعدة، وعندما انفتح باب المؤسسة التعليمية وقد جاوزت الساعة التاسعة، طلب أحد الحراس من التلاميذ أن ينتظموا في صف ويحترموا التباعد الجسدي، لكنّ التلاميذ دخلوا شبه ملتصقين ببعضهم.

فجأة أطلقت امرأة كانت مع أخرى تنتظران دخول ابنيهما إلى المؤسسة ضحكة مسموعة عندما انتبهتْ إلى الوعاء الذي يمر فوقه التلاميذ قبل الدخول من أجل تعقيم أحذيتهم، والذي لم يكن سوى “صفيحة فرن” قديمة بها خرقة. وقالت بعد أن كفّت عن الضحك: “دايرين لهم الطّاوا د الحلوى. عقمنا بكري”.

بعد انتهاء عملية دخول التلاميذ، عمد أعوان من القوات المساعدة إلى تفريق آبائهم وأمهاتهم، دون أن يخضع المتمدرسون إلى قياس درجة الحرارة عند مدخل المؤسسة، كما عاينت هسبريس، بينما كان تلاميذ مؤسسة للتعليم الخاص على بعد بضعة أمتار يخضعون لقياس الحرارة قبل الدخول إلى مؤسستهم.

من ناحية ثانية، شهد اليوم الأول من الدخول المدرسي في مدينة سلا فوضى وارتباكا كبيرين في بعض مؤسسات التعليم الخصوصي، التي فاجأت أمهات وآباء التلاميذ بأن الدراسة لن تبدأ إلا غدا الثلاثاء، رغم أن وزارة التربية الوطنية حددت انطلاق الموسم الدراسي في اليوم الإثنين 7 شتنبر.

وأصيب آباء وأمهات التلاميذ بصدمة كبيرة بعد أن رافقوا بناتهم وأبناءهم إلى مؤسساتهم التعليمية، وقد أيقظوهم في وقت مبكر وجهّزوهم لبدء موسم دراسي جديد، ليتفاجؤوا بمسؤولي المؤسسات التعليمية الخصوصية يطلبون منهم أن يعودوا أدراجهم، دون تقديم أي تعليل لخرقهم للقرار الوزاري.

واستغرب الآباء والأمهات الذين صدمتهم مؤسسات التعليم الخصوصي بقرار تأجيل الدخول المدرسي رغم أن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية أصدرت بلاغا إخباريا، أمس الأحد، أنهت فيه إلى علم التلاميذ وأوليائهم، أنه سيتم استقبال التلاميذ ابتداء من اليوم الإثنين 7 شتنبر.

وساد غضب وسخط كبيران وسط أولياء التلاميذ في بعض المؤسسات التعليمية الخصوصية، كما هو حال مؤسسة في حي سعيد حجي، بسبب عدم إخبارهم بتأجيل الدراسة، علما أن إداراتها تتوفر على أرقام هواتفهم، وكان بإمكانها أن تجنّبهم وأبناءَهم عناء التنقل برسالة نصية قصيرة تخبرهم فيها بأن الدخول المدرسي تأجل.

وتعليقا على أجواء انطلاق الموسم الدراسي الجديد، قال نور الدين عكوري، رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، إن التقارير التي توصلت بها الفدرالية إلى حد الآن تشير إلى أن الدراسة انطلقت في أجواء عادية، خاصة في البوادي، مع تسجيل تخوف من طرف أولياء التلاميذ من أن تنتقل إليهم العدوى من الأطر التربوية التي تنتقل من المدن الموبوءة للتدريس في العالم القروي.

وأضاف عكوري، في تصريح لهسبريس، أن ما يعزز مخاوف أولياء التلاميذ من هذه الناحية هو أن الأطر التربوية لم تخضع إلى حد الآن لفحص التأكد من عدم الإصابة بفيروس كورونا، لافتا إلى أن صعوبات عديدة ستبرز فيما يتعلق بتطبيق البروتوكول الصحي، متسائلا ما إذا كانت الأقسام ستخضع للتعقيم بعد خروج كل فوج ضمانا لسلامة التلاميذ.

[embedded content]

hespress.com