أسف واسع لرحيل الكاتبة المصرية نوال السعداوي، إحدى ملهمات الحركة النسوية بالمنطقة، صاحب خرجات وجوه مغربية، عرفت بدفاعها عن قضايا المرأة، خصوصا أن المفكرة ظلت لسنوات في طليعة الأدبيات المؤطرة لاشتغالات الحقوقيات.

وعلى نفس قياس سجالات الحياة، كانت الوفاة هي الأخرى حاملة لصدام السعداوي مع وجوه إسلامية وسلفية، لكن “الحركة النسائية” تظل محتفظة لها بعرفان كبير، نظير ما قدمته على امتداد سنوات “الكتابة والتأليف”.

ورحلت نوال السعداوي، من مواليد عام 1931، وهي طبيبة وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص، الأحد الماضي، بعد سنوات من الاشتغال على قضايا النساء في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة.

امرأة شجاعة

سعيدة الإدريسي، ناشطة نسوية مغربية، سجلت أن “الساحة فقدت امرأة شجاعة واجهت العقليات الذكورية المنتشرة في المنطقة”، مؤكدة أن “السعدواي كانت قدوة لجيل واسع من النساء”.

وأوضحت الإدريسي، في تصريح لجريدة هسبريس، أنه “رغم التهديدات التي تقاطرت على السعدواي، ظلت متشبثة بأفكارها ودافعت عن النساء في محطات عديدة”، موردة أن “النقاش المصاحب لوفاتها فاقد لأي معنى”.

كما أشارت المتحدثة إلى أن “ما تتعرض له الراحلة متوقع، بالنظر إلى خلخلتها النظام الباترياركي، وصعوبة رمي الحجر في بركة التقاليد والأعراف التي تستقوي بها السلطة الذكورية”.

وأكدت الإدريسي أن “السعداوي زعزعت مفاهيم عديدة من خلال كتاباتها، وناقشت مسلمات ثابتة، وهو ما يجعلها مستمرة بالأفكار بعد رحيل الجسد”، وزادت: “كان لها دور هام في تنوير نساء المنطقة”.

قدوة جيل

خديجة الرياضي، فاعلة نسائية ورئيسة سابقة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أوردت أن “السعداوي شخصية بارزة عالميا، وأعطت الكثير للنساء”، معتبرة إياها من “المثقفات الأوليات اللواتي استطعن مناقشة طابوهات مرفوضة”.

وسجلت الرياضي، في تصريح لهسبريس، أن “السعداوي كانت ذات قناعات صلبة، وعاشت تجربة السجن والمنفى، وقدمت تضحيات كبيرة خالدة في تاريخ نضالات المنطقة”.

وأردفت المتحدثة بأن كل طالبات جيلها “تأثرن بكتابات نوال السعداوي في ما يتعلق بالقضية النسائية”، معتبرة إياها “مرجعا قويا رغم حملات التشويه التي تبثها التنظيمات الإسلامية”.

وأكملت الرياضي تصريحها قائلة: “السعداوي امرأة محترمة جدا رغم محاولات شيطنتها”، مؤكدة أن رحيلها “خسارة للفكر والعطاء المعرفي”، وزادت: “من يترك أعمالا لا يموت على الإطلاق”.

hespress.com